اشتباكات وضربات جوية بسيناء بعد هجوم المسجد

 

وقالت مصادر للجزيرة إن أربعة من عناصر الجيش أصيبوا بجروح في اشتباكات مع مسلحين جنوب رفح في محافظة شمال سيناء، في حين أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة قتل عدد من منفذي الهجوم في ضربات جوية.

 

وقال المتحدث العسكري تامر الرفاعي في بيان إن القوات الجوية قامت "بمطاردة العناصر الإرهابية واكتشاف وتدمير عدد من العربات المنفذة للهجوم الإرهابي الغاشم وقتل من بداخلها في محيط منطقة الحدث"، دون تحديد عدد القتلى.

 

وذكر المتحدث في بيان لاحق أن قوات إنفاذ القانون تواصل "ملاحقة العناصر التكفيرية المسؤولة عن الحادث الإرهابي"، وأضاف أنه "بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة وبالتعاون مع أبناء سيناء الشرفاء قامت القوات الجوية على مدار الساعات الماضية بالقضاء على عدد من البؤر التي تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق".

 

وجاء ذلك بعدما توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالثأر لقتلى الهجوم، والرد "بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الإرهابيين التكفيريين"، كما قال في كلمته المتلفزة الليلة الماضية.

 

وأقامت مصر الحداد الوطني على ضحايا الهجوم، وأقيمت اليوم السبت صلاة الغائب على القتلى الذين تم تشييعهم خلال الليل.

 

وأصدرت النيابة العامة بيانا نسبت فيه الهجوم على مسجد قرية الروضة في منطقة بئر العبد (غرب مدينة العريش) إلى تنظيم الدولة الإسلامية. لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى وقت ذلك البيان.

ملابسات الهجوم
وقالت النيابة العامة إن الهجوم أدى إلى مقتل 305 أشخاص بينهم 27 طفلا وإصابة 128 شخصا. وأضاف البيان أن المصلين فوجئوا "بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم بين 25 و30 عضوا تكفيريا يرفعون علم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وقد اتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة يحملون الأسلحة الآلية".

وذكر البيان -الذي اقتبس من شهادات الجرحى في التحقيقات الجارية في الهجوم- أن المهاجمين وبعضهم ملثم كانت شعورهم طويلة ويرتدون بزات عسكرية وأنهم أطلقوا النار بطريقة عشوائية داخل المسجد"، ما جعل المصلين المذعورين يتساقطون بعضهم فوق بعض وهم يحاولون الهرب.

وأشارت التحقيقات إلى أن المسلحين أتوا على متن خمس سيارات دفع رباعي وطوقوا المسجد، وأنهم أضرموا النار في سيارات المصلين وعددها سبع.

ونقلت النيابة عن بعض الجرحى قولهم إنهم سمعوا دوي "أعيرة نارية كثيفة خارج المسجد مع أصوات انفجارات عالية، تبعه دخول المسلحين للمسجد". وقالت النيابة إنها وجدت "آثار دماء كثيفة تحيط الجثث وسط المسجد ودورات المياه".

وقالت وسائل إعلام مصرية إن مسجد قرية الروضة تابع للطريقة الجريرية الأحمدية إحدى الطرق الصوفية في مصر. وألغى المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر اليوم السبت الموكب الصوفي الذي ينطلق سنويا في القاهرة بمناسبة المولد النبوي الشريف، حدادا على ضحايا الهجوم.

وينشط تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء منذ عام 2014، وقد استهدف مرارا دوريات ومواقع عسكرية وأمنية في المنطقة، وقتل المئات من عناصر الجيش والشرطة، كما استهدف في عمليات أخرى مسيحيين وصوفيين.