انتقاد أممي حاد لأوروبا بشأن إعادة المهاجرين لليبيا

Migrants are seen at the centre of the Anti-Illegal Immigration Authority in Tripoli, Libya September 10, 2017. REUTERS/Hani Amara
الأمم المتحدة أكدت أن ظروف احتجاز المهاجرين في ليبيا عار على الضمير الإنساني (رويترز)

انتقدت الأمم المتحدة الثلاثاء السياسة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي في مساعدة السلطات الليبية على اعتراض المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط وإعادتهم إلى مراكز احتجاز "مروّعة" على الأراضي الليبية، ووصفتها بالعمل "اللاإنساني"، بينما دافع متحدث أوروبي عن قرارات أوروبا وقال إنها تهدف إلى إنقاذ المهاجرين.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد في بيان "إن معاناة المهاجرين المحتجزين في ليبيا هي عار على الضمير الانساني". 

وتحولت ليبيا التي تعمها الفوضى إلى مركز عبور للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، ووقع كثير منهم ضحية انتهاكات على أيدي مهربي البشر وغيرهم. 

وحذر زيد بأن "نظام احتجاز المهاجرين في ليبيا قد أصابه الانهيار ولا يمكن إصلاحه"، مضيفا أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن "يواصل غض الطرف عن الفظائع التي تفوق التصور ويعاني منها المهاجرون"، معلنا أنه لا يمكن معالجة الأمر إلا عبر تحسين ظروف الاحتجاز.

بالمقابل نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لم يكشف عن اسمه أن بروكسل تهدف لتعزيز قدرات حرس الحدود بليبيا على إنقاذ أرواح الكثير من المهاجرين، وتحرص على إعادتهم إلى "مراكز استقبال تتمتع بمعايير إنسانية دولية". 

وذكر أن "مراكز الاعتقال في ليبيا يجب أن تغلق"، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يمول نشاطات حماية المهاجرين التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا. 

وجاءت تعليقات زيد بن رعد بعد أن بحث 13 وزيرا من دول أوروبية وأفريقية الاثنين سبل تخفيف أزمة الهجرة غير النظامية في المتوسط، متعهدين بتقديم المساعدة لتحسين ظروف المهاجرين المحتجزين في ليبيا.

انتهاكات جمة
وانتقد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الدول الأوربية لتجاهلها تحذيرات بأن ما اتفقوا عليه يمكن أن يزيد عدد المهاجرين في السجون الليبية، ويعرضهم للتعذيب والاغتصاب والسخرة والابتزاز. 

وأورد البيان أن آلاف المحتجزين من الرجال والنساء مكدسون فوق بعضهم البعض في مستودعات "دون أن تتاح لهم إمكانية الحصول على أهم الضروريات الأساسية، وقد انتزعت منهم كرامتهم الإنسانية".    

وبحسب جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا فإن تسعة عشر ألفا وتسعمائة شخص كانوا محتجزين في مراكز خاضعة لسيطرته في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، في مقابل ما يزيد على سبعة آلاف شخص في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.   

وطلبت البحرية الليبية مجددا أمس مساعدة الاتحاد الأوروبي لصيانة أسطولها "المتقادم"، محذرة من أنه "لن يكون بوسعها" إنقاذ مهاجرين يعبرون البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا.

المصدر : وكالات