ارتياح لبناني بعد تصريحات الحريري

والملاحظة الثانية تتعلق بتأكيد الحريري أن التسوية السياسية لا تزال قائمة، وأنه حريص على العلاقة السياسية والشخصية مع رئيس الجمهورية، بينما تمثلت الملاحظة الإيجابية الثالثة -وفق ما نقل عن عون- في حديث الحريري عن تركه الأبواب مفتوحة، بما في ذلك إمكانية العودة عن استقالته.

وفي تغريدة له على تويتر، قال عون "سررت بإعلان الحريري عن قرب عودته إلى لبنان، وعندها سنطّلع منه على كافة الظروف والمواضيع والهواجس التي تحتاج إلى معالجة".

أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقال -في تغريدة له على تويتر- إنه ما زال بالإمكان إنقاذ التسوية إذا التزمت الحكومة بالنأي بالنفس، خاصة انسحاب حزب الله من سوريا ومن أزمات المنطقة.

وكان الحريري قال أمس الاثنين في مقابلة تلفزيونية -في أول حديث إعلامي منذ إعلانه الاستقالة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري- إنه سيعود إلى لبنان قريبا جدا، وسينفذ الإجراءات الدستورية الخاصة باستقالته.

وأكد الحريري أنه هو من كتب استقالته بيده، وأنه حرٌّ في السعودية، موضحا أنه أقدم على هذه الخطوة ليحدث صحوة بشأن خطورة الوضع في لبنان.

واشترط أن تلتزم كل الأطراف السياسية اللبنانية بمبدأ النأي بالنفس، ليبدأ محادثات معها عند عودته.

وبدا على الحريري ارتباك واضح عندما ظهر شخص وراء المذيعة يحمل أوراقا، ولوحظ أن الحريري ينظر إليه بشكل ملفت للانتباه، ويشير إليه بيده، وكان ذلك عند حديثه عن العودة القريبة إلى لبنان.

دعوة فرنسية
وفي الأثناء، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى عدم التدخل في الشأن اللبناني، قائلا إن هذا "مبدأ أساسي".

وأضاف لو دريان للصحفيين أنه من الضروري أن يحظى كل الساسة في لبنان بحرية التنقل والسفر حتى يتسنى حل الأزمة السياسية في البلاد، وذلك في إشارة إلى الأنباء عن وضع الحريري قيد الإقامة الجبرية في السعودية.

وتزامن ذلك مع تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أعرب فيها عن أمله في عودة الحريري من دون مزيد من التأخير، ودعا إلى عدم استخدام لبنان كأداة لحرب بالوكالة، مشيرا إلى تنامي المخاوف لدى واشنطن وحلفاء بريطانيا الأوروبيين إزاء ذلك.

من جانبها، نفت إيران أي تدخل لها في الشأن اللبناني، وذلك ردا على اتهامات الحريري في المقابلة التلفزيونية لطهران.

ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أن تصريحات الحريري أمس تعطي الأمل في أنه سيعود قريبا إلى بلده.

المصدر : الجزيرة + وكالات