واشنطن تحذر من تهديد أمن لبنان واستقلاله

حذرت الولايات المتحدة ما وصفتها بالمليشيات والقوى الخارجية من تهديد استقرار لبنان، وأكدت على ضرورة عودة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، بينما طالب الرئيس اللبناني السعودية بتوضيحات عن وضعه في ظل تقارير تفيد أنها تمنع عودته لبلاده.

فقد قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز السبت إن على جميع الدول والأطراف احترام سيادة لبنان واستقلاله والإطار الدستوري فيه.

وأضافت في بيان أن بلادها ترفض أي أعمال تقوم بها مليشيات في لبنان أو أي قوى خارجية لتهديد استقراره، أو تقويض مؤسساته الحكومية، أو أن تتخذ لبنان قاعدة لتهديد آخرين في المنطقة.

وتابعت ساندرز أن الحريري شريك موثوق للولايات المتحدة لتعزيز المؤسسات اللبنانية ومحاربة الإرهاب وحماية اللاجئين، وأن القوات المسلحة اللبنانية وقوى أمن الدولة الأخرى هي السلطات الأمنية الشرعية الوحيدة في لبنان.

وعلى ما يبدو، كانت المتحدثة الأميركية تقصد بالمليشيات حزب الله وبالقوى الخارجية إيران والسعودية، حيث إن استقالة الحريري المفاجئة من الرياض قبل أسبوع أثارت تكهنات بأنها تمهيد لضربة عسكرية ضد حزب الله كنتيجة للتصعيد السعودي الإيراني على خلفية إطلاق الحوثيين صاروخا من اليمن باتجاه مطار الملك خالد في الرياض. وكانت السعودية اتهمت إيران وحزب الله بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ.

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وجه الجمعة -في بيان- تحذيرا لكل الأطراف المعنية من جعل لبنان مسرحا لحرب بالوكالة، وشدد على الحفاظ على أمن البلد واستقراره.

وفي تصريحات منفصلة أثناء مرافقته الرئيس دونالد ترمب في جولته الآسيوية، قال تيلرسون إن على الحريري -في حال أراد الاستقالة من منصبه- أن يعود إلى لبنان، ويقدم استقالته رسميا كي يمكن للحكومة الاستمرار في العمل بصورة طبيعية.

وفي ما يتعلق بوضع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، قال تيلرسون إنه لم ير مؤشرا على أن الحريري محتجز في السعودية بخلاف إرادته، لكنه قال إن بلاده تراقب الوضع. وأضاف أن نظيره السعودي عادل الجبير أكد له خلال اتصال بينهما أن الحريري اتخذ قرار الاستقالة بنفسه.

الحريري.. "مختطف"
من جهته، نقل مسؤول لبناني كبير عن الرئيس ميشال عون قوله أثناء اجتماع عقد الجمعة أن الحريري تم خطفه، ويجب أن تكون له حصانة.

وصرح عون السبت بأن الغموض المستمر منذ أسبوع بشأن وضع الحريري يجعل كل ما صدر وما يمكن أن يصدر عنه من مواقف وخطوات أو ما يُنسب إليه لا يعكس الحقيقة، بل يمثل نتيجة للوضع الغامض والملتبس الذي يعيشه في السعودية، وبالتالي لا يمكن الاعتداد به، وفق قوله.

كما قال إن لبنان لا يقبل أن يكون الحريري في وضع يتناقض مع الاتفاقات الدولية وقواعد العلاقات بين الدول. ودعا السعودية -التي قال إن لها علاقات أخوة وصداقة مع لبنان- إلى توضيح الأسباب التي تحـول دون عودة الحريري.

وكان عون استقبل أمس القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري، وأكد له أن الطريقة التي حصلت بها استقالة الحريري أثناء زيارته الرياض غير مقبولة.

في المقابل، قال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، في تغريدة على تويتر السبت، إن ما وصفها بالمزايدات في موضوع سعد الحريري مضحكة جدا، على حد تعبيره.

وأضاف السبهان أن من قتل رفيق الحريري والد سعد الحريري قتل أمل اللبنانيين في حياة سلمية، ويحاول قتل الحريري الابن سياسيا وجسديا. وتابع السبهان أن الأمر الغريب هو من يغرد مع هؤلاء، دون أن يسميهم، وأنه سُيكشف قريبا من باع اللبنانيين ويحرض على السعودية الآن.

وكانت الخارجية الفرنسية أكدت أمس على ضرورة أن يتمتع الحريري بحرية الحركة ويقوم بدوره الحيوي في لبنان.

المصدر : الجزيرة + وكالات