أمير قطر: متمسكون باستقلالنا وأصبحنا أقوى بعد الحصار

أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده صارت أقوى بعد فرض الحصار عليها قبل نحو خمسة أشهر، وأن دول الحصار سعت لتغيير النظام في قطر، مشددا على استعداد الدوحة للحوار من أجل حل الأزمة الخليجية.

وقال الشيخ تميم في مقابلة مع الصحفي الأميركي شارلي روز في برنامج "ستون دقيقة" الواسع الانتشار على محطة "سي.بي.أس" الأميركية، إن قطربعد 5 يونيو/حزيران الماضي -الذي فرض فيه الحصار من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر– ليست مثل قطر قبلها، مضيفا "نحن فخورون بما كنا عليه، وفخورون بتاريخنا، ولكننا بعد 5 يونيو أصبحنا أقوى".

وفي ما يتعلق بالحصار، قال الأمير إنه "شكل صدمة" في توقيته، موضحا أن فرض الحصار على بلاده كان صادما للشعب القطري لأنه لم تكن هناك إشارات سابقة. وقال في هذا الإطار "قبل أسابيع قليلة كنا في اجتماع في غرفة واحدة مع الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) نناقش قضية الإرهاب وتمويله، ولم يعبر أحد منهم عن قلقه أو يخبرنا بأي شيء".

وعن أهداف الحصار، أوضح الشيخ تميم أن ما تطلبه دول الحصار "ببساطة شديدة هو التخلي عن استقلالنا"، لكنه أكد تمسكه باستقلالية قرار بلاده وسياساتها، ورفضه التدخل في سيادتها أو المس بكرامتها.

كما قال إن الدول الأربع المحاصرة لبلاده ترفض استقلالية قطر في التفكير ودفاعها عن الحق في حرية التعبير، لأن تلك الدول تخشى حرية التعبير وتعتبرها تهديدا. وأكد أنه لن يغلق قناة الجزيرة، وأشاد بدورها في دعم حرية التعبير بالمنطقة. وكان إغلاق الجزيرة واحدا من 13 مطلبا سعت دول الحصار لفرضها.

وتحدث أمير قطر عن سعي دول الحصار لتغيير النظام في بلاده، وقال في المقابلة "لقد حاولوا هذا الأمر من قبل عام 1996 بعدما أصبح والدي أمير البلاد، وحاولوا مجددا وبشكل واضح خلال الأسابيع الماضية. وفي ما يتعلق باحتمال تصعيد أكبر، أبدى الأمير قلقه الشديد من غرق المنطقة في الفوضى إذا حدث أي عمل عسكري.

‪الشيخ تميم أشار في المقابلة إلى ما قاله ترمب بخصوص الأزمة الخليجية خلال لقائهما في سبتمبر/أيلول الماضي بنيويورك‬ (غيتي)
‪الشيخ تميم أشار في المقابلة إلى ما قاله ترمب بخصوص الأزمة الخليجية خلال لقائهما في سبتمبر/أيلول الماضي بنيويورك‬ (غيتي)

استعداد للحوار
وأبدى الشيخ تميم استعداده لإجراء محادثات مباشرة في الولايات المتحدة مع الدول الأربع، قائلا "إذا ساروا مترا واحدا تجاهي فسوف أسير عشرة آلاف ميل تجاههم".

وأضاف أنه ما زال ينتظر الرد على دعوة وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدول الحصار إلى عقد مباحثات مباشرة مع قطر في منتجع كامب ديفد قرب واشنطن.

وأوضح أمير قطر أن ترمب أبلغه بأنه لن يقبل دخول أصدقاء الولايات المتحدة في نزاع بينهم، وأنه عرض عليه خلال لقائهما على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي استضافة محادثات بين قطر والدول التي تحاصرها.

وقال الشيخ تميم إنه قبِل على الفور، وإن الاجتماع كان يفترض حدوثه قريبا جدا، ولكنه لم يسمع ردا من الدول التي تحاصر قطر.

وخلال المقابلة مع القناة الأميركية، أوضح الشيخ تميم أن قطر ساندت الشعوب خلال الربيع العربي لأنها كانت تطالب بالحرية والكرامة، "بينما دعمت دولُ الحصار الأنظمة". وبشأن العلاقات مع إيران، قال إنها "دولة جارة ولدينا معها اختلافات، لكنها كانت السبيل الوحيد لتوفير الغذاء والدواء مع بدء الحصار".

وتعليقا على ما ورد في المقابلة، قال الإعلامي القطري جابر الحرمي إن الأمير كان واضحا في طرحه، مشيرا إلى أن دول الحصار مستمرة في التصعيد ولا تقبل الدعوات لحل الأزمة. وتابع أنه بسبب مواقف دول الحصار لا يوجد أفق لانعقاد القمة الخليجية في الكويت، وحذر من أن ذلك قد يدفع مجلس التعاون الخليجي نحو الانهيار.

المصدر : الجزيرة