مجلس الأمن يدعو للحوار بين بغداد وأربيل
جاء ذلك عقب جلسة مشاورات طارئة عقدها المجلس الدولي اليوم لبحث التوتر في العراق والناتج عن استفتاء أجرته أربيل على انفصال إقليم كردستان العراق يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي وقت سابق، أعلن مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر أن بلاده والسويد طلبتا عقد جلسة طارئة بمجلس الأمن للتباحث بشأن التوتر في العراق بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بشمال البلاد.
وعقب الجلسة، صرح ديلاتر -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن- بأن جميع ممثلي الدول الأعضاء أعربوا عن القلق العميق إزاء تصاعد حدة التوتر وأعمال العنف بين الحكومة الاتحادية والبشمركة الكردية.
وأشار ديلاتر إلى أن أعضاء مجلس الأمن طالبوا الجانبين بالامتناع عن استخدام القوة، ودعوهما للانخراط في الحوار وفق جدول زمني متفق عليه.
وأضاف "لاحظ المجلس أن الجانبين أعربا عن استعدادهما للحوار، ونحن نشعر بالتشجع إزاء ذلك، ونؤكد على ضرورة احترام سيادة العراق والمحافظة على وحدته".
وتصاعد التوتر بين الحكومة المركزية وإدارة إقليم كردستان عقب إجراء الأخيرة استفتاء على الانفصال يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
وللرد على الخطوة، فرضت القوات العراقية سيطرتها على أغلب المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان ومن ضمنها كركوك، دون أن تبدي البشمركة أية مقاومة.
لكن اشتباكات عنيفة متقطعة تدور بين الجانبين منذ ثلاثة أيام في مناطق تماس بمحافظتي نينوى وكركوك.
وفي وقت سابق، اقترحت سلطات الإقليم تجميد نتائج استفتاء الاستقلال وبدء الحوار مع بغداد، لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد اليوم أنه لن يقبل إلا بـ "إلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور".
وبخصوص موقف تركيا المجاورة، اعتبرت أنقرة أن اقتراح سلطات كردستان العراق تجميد نتائج الاستفتاء "ليس كافيا". ودعت إلى إلغاء الاقتراع بشكل كامل.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن تراجع الإقليم يمثل خطوة مهمة لكنها غير كافية. وأضاف "ما يجب فعله هو إلغاء هذا الاستفتاء".
ومن جانبه، أعلن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي دعم بلاده لإجراءات العراق للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه في مواجهة محاولة الانفصال.
وخلال استقباله العبادي اليوم في طهران، قال خامنئي إن بلاده تدعم تحركات العراق لتعزيز علاقاته مع دول الجوار والمنطقة، مضيفا أن بغداد تلعب دورا محوريا في العالم العربي.