نزوح جديد من الموصل وعملية لاستعادة مدن بالأنبار

يستمر نزوح المدنيين من حي القدس بمدينة الموصل على وقع المعارك الدائرة بين القوات العراقية وجيوب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وسط تصريحات لقادة عسكريين بالسيطرة على معظم الشطر الشرقي للمدينة، في ظل احتدام المعارك بين الجانبين. يأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق الجيش العراقي عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على مدن غرب محافظة الأنبار من قبضة التنظيم.

وجاء النزوح الجديد من حي القدس بعدما كانت القوات العراقية أعلنت مؤخرا سيطرتها عليه، في هذه الأثناء أعلن قائد عسكري كبير في الموصل أن هذه القوات تفتح ممرات آمنة لإعادة النازحين الذين غادروا المناطق التي تمت استعادتها ضمن محور جنوب شرقي الموصل بعد تمشيط المناطق بشكل دقيق.

وقال القيادي في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن القوات العراقية سيطرت على 49 منطقة وحيا سكنيا من أصل 56 في الجانب الأيسر من مدينة الموصل. وأشار إلى أن هذه القوات تخوض حاليا معارك في مناطق متفرقة من أجل الإعلان على السيطرة الكاملة على منطقة الساحل الأيسر للموصل من تنظيم الدولة.

وفي السياق نقلت وكالة رويترز عن قائد العمليات المشتركة العراقي الفريق الأول الركن طالب شغاتي أن قواته استعادت نحو 70% من شرق الموصل من أيدي مقاتلي التنظيم، متوقعا أن تصل قواته إلى ضفة النهر الفاصل بين شطري المدينة في الأيام القادمة.

في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة بمقتل سبعة من الجيش العراقي في هجوم بسيارة ملغمة بحي الميثاق شرق الموصل. وكان مصدر عسكري ذكر في وقت سابق أن القوات العراقية تمكنت من استعادة حي الميثاق ومنطقتي الصناعية والمعارض، وتواصل تحضيراتها لاقتحام حي الوحدة الذي كانت قد انسحبت منه منذ نحو شهر بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح.

وأضاف المراسل أن الفرقة السادسة من الجيش العراقي تستعد للهجوم على حي الحدباء شمال الموصل، بعد أن تمكنت من إعادة السيطرة على منطقة السادة وبعويزة، وتعزيز وجودها في منطقة الدراويش.

وفي السياق قال مراسل الجزيرة ناصر شديد إن القوات العراقية تتقدم ببطء توجسا من الألغام والكمائن التي ينصبها تنظيم الدولة.

عملية الأنبار
في هذه الأثناء أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية بمحافظة الأنبار غرب العراق انطلاق عملية تحرير المناطق الغربية للمحافظة التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة وتشمل مناطق عانة وراوة والقائم.

وعلى الصعيد نفسه، قالت مصادر عسكرية وأخرى من الحشد العشائري إن 16 من القوات العراقية قتلوا بينهم ضابطان وأصيب 12 آخرون في تفجير عبوات ناسفة في منطقة الصكرة قرب حديثة غربي محافظة الأنبار.

وقال قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي إن العملية العسكرية انطلقت صباح اليوم بمشاركة قوات الجيش العراقي والشرطة وأبناء العشائر المنضوين في مليشيات الحشد الشعبي وبإسناد من طيران التحالف الدولي.

وأشار إلى أن هذه القوات بدأت بالتقدم من مدينة حديثة (160 كلم غرب الرمادي) نحو مدينة عانة (190 كلم غرب الرمادي) من أكثر من محور، وستتوجه بعد استعادتها إلى مدينتي راوة والقائم، وأكد أن طيران التحالف الدولي قصف أهدافا لتنظيم الدولة وأوقع قتلى وجرحى ودمر مركبات تابعة له.

وفي السياق قال مراسل الجزيرة في أربيل ناصر شديد إن قيادة عمليات الأنبار أعلنت استعادة السيطرة على 8 كلم فقط بدءا من حديثة إلى عانة حيث تبلغ المسافة 190 كلم، وأشار المراسل إلى أن المعركة ستطول بسبب طبيعة تضاريس المنطقة الصحراوية والسيطرة الطويلة لتنظيم الدولة في المنطقة.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قتل 6 مدنيين عراقيين وأصيب 17 آخرون بجروح اليوم بانفجار سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق في منطقة العبيدي شرقي العاصمة بغداد، وقد تبنى تنظيم الدولة التفجير.

المصدر : الجزيرة + وكالات