تحركات تحضيرية لمفاوضات أستانا وأنقرة تحذر من تعثرها

مولود جاوييش أغولو وزير الخارجية التركي
جاويش أوغلو: نعمل مع روسيا من أجل فرض عقوبات على من ينتهك وقف النار بسوريا

تكثف تركيا وروسيا التنسيق والاتصالات بينهما لضمان استمرار اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا تحضيرا للمفاوضات المزمع انطلاقها في أستانا عاصمة كزاخستان يوم 23 يناير/كانون الثاني الجاري، وسط استمرار انتهاكات الهدنة من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة له مما قد يهدد بفشل المحادثات.

وفي هذه السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الاتفاق مع المعارضة السورية حول الهدنة والتحضير لمفاوضات السلام في أستانا تم بشكل مشترك مع تركيا وإيران دون مشاركة الولايات المتحدة. لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لفت إلى أنه بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مسألة مشاركة واشنطن في محادثات أستانا المقررة، مبينا أن هذا الاجتماع المرتقب لا يهدف إلى إبعاد أي طرف أو تهميش دور أحد.

وفي السياق، أعلن جاويش أوغلو أن بلاده تعمل مع روسيا من أجل فرض عقوبات على من ينتهك وقف إطلاق النار في سوريا، وحذر من أن تزايد الانتهاكات المكررة لوقف النار يهدد بتقويض مفاوضات أستانا.

وأوضح الوزير التركي -في تصريحات نقلتها الأناضول- أن النظام السوري وحزب الله اللبناني والمليشيا الشيعية الأخرى هم من ينتهكون اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا. وأشار إلى أن بلاده بالتنسيق مع روسيا قامت بإنشاء مركزيْ مراقبة وتنسيق أحدهما في موسكو والآخر في أنقرة لمتابعة الالتزام باتفاقية وقف النار وتدفق المساعدات الإنسانية.

دعوة إيران
ودعا جاويش أوغلو إيران إلى القيام بواجباتها وإظهار ثقلها بالضغط على النظام السوري والمليشيات الشيعية، وذلك بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا الإطار، أكّد المسؤول التركي أنّ المعارضة السورية التزمت بوعودها حيال الهدنة، غير أنّ الطرف المقابل (المتمثّل بالنظام السوري وداعميه من المليشيات الأجنبية) قام بانتهاك الاتفاق، مشيرا أنّ تركيا وروسيا تقيّمان سوية هذه الخروقات. 

وبين الوزير التركي أن مفاوضات أستانا ستبدأ يوم 23 يناير/كانون الثاني الجاري، في حال التزمت الأطراف المتحاربة في سوريا باتفاق وقف النار. وأشار إلى أن وفدا روسيا من الخبراء سيزور أنقرة الاثنين والثلاثاء القادمين لتنسيق محادثات أستانا.

كما أشار إلى أنه سيتواصل مع نظيره الروسي مساء اليوم، وسيذهب للقاء الأمين العام الجديد لـ الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لبحث الأزمة السورية والسعي لوقف الخروق المتصاعدة للهدنة، حتى لا يحكم على مرحلة اجتماع أستانا بالفشل.

وبخصوص مقدرة أنقرة على فرض عقوبات على منتهكي وقف النار بسوريا، قال مراسل الجزيرة في العاصمة التركية المعتز بالله حسن إن الأتراك يسعون لإنجاح محادثات أستانا ويقدمون اتفاق الهدنة على أنه توافقي مع الروس، بحيث يضمن الروس النظام السوري وتضمن أنقرة المعارضة، بينما تضمن إيران المليشيات الشيعية، وبالتالي فرض عقوبات على المنتهكين بالتوافق.

وكانت موسكو وأنقرة توصلتا الشهر الماضي لتفاهمات تقضي بوقف النار بكل أنحاء سوريا، على أن تكون الهدنة مقدمة لحل سياسي يبدأ بمحادثات تمهيدية بالعاصمة الكزاخية، بيد أن انتهاك النظام السوري وحلفائه الهدنة من خلال غارات جوية وهجمات برية في مناطق -بينها وادي بردى بـ ريف دمشق الغربي- بات ينذر بانهيار اتفاق وفق النار ويهدد محادثات السلام.

وقد قررت فصائل سورية مسلحة تعليق مشاركتها في محادثات أستانا احتجاجا على التصعيد العسكري من قبل النظام السوري.

المصدر : الجزيرة + وكالات