غارات متجددة بحلب وشلل بمستشفياتها

أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات روسية شنت غارات مكثفة على حلب فجر اليوم الثلاثاء، في خضم تدهور أوضاع المدنيين في المدينة المحاصرة، حيث أصبحت المستشفيات عاجزة عن تقديم خدماتها بسبب النقص الفادح في المستلزمات والأدوية.

وتأتي هذه الغارات في حين بلغ عدد القتلى في حلب وريفها أمس الاثنين نحو ثلاثين قتيلا جراء غارات روسية وسورية، لترتفع حصيلة الضحايا إلى نحو أربعمئة قتيل وأكثر من 1300 جريح.

ورصدت كاميرا الجزيرة الدمار الذي لحق بحي طريق الباب أحد الأحياء المحاصرة في حلب، وذلك إثر تعرضه لغارات روسية بصواريخ شديدة الانفجار.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن هذه الصواريخ تحدث اهتزازا شديدا عند سقوطها ودمارا واسعا وحفرا بعمق عدة أمتار يخرج من بعضها الماء.

وضع كارثي
وجراء هذا الوضع الكارثي تأثرت مستشفيات حلب، حيث نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي أن أقسام العناية المكثفة في المستشفيات باتت ممتلئة بالمصابين.

ويجري كل مستشفى ثلاثين عملية جراحية يوميا منذ بدء الهجمة الأخيرة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، وذلك عقب انهيار الهدنة المبرمة بين واشنطن وموسكو.

كما قال أطباء سوريون الاثنين إن ثلاثين طبيبا فقط لا يزالون موجودين في شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة، حيث تشتد حاجتهم إلى المستلزمات الطبية والجراحية لعلاج مئات الجرحى من بين السكان المحاصرين البالغ عددهم ثلاثمئة ألف.

وأضاف هؤلاء الأطباء أن ما لا يقل عن أربعين مصابا في المستشفيات الثمانية التي لا تزال عاملة -وبعضها مراكز مؤقتة مقامة تحت الأرض خوفا من القصف- تستلزم حالاتهم الإجلاء الطبي.

وقال عبد الرحمن العمر -وهو طبيب أطفال يعمل لحساب الجمعية الطبية السورية الأميركية في شرق حلب- في إفادة لصحيفة بجنيف أمس الاثنين، إن الثلاثين طبيبا الباقين في المناطق المحاصرة يفتقرون إلى الأجهزة وأدوية الطوارئ لعلاج حالات الصدمة العديدة.

وأضاف العمر أن الوقود يكفي لتشغيل مولدات المستشفيات في حلب لمدة عشرين يوما فقط، مشيرا إلى أن طبيب نساء واحدا وطبيبي أطفال فقط يعتنون بالحوامل و85 ألف طفل.

المصدر : الجزيرة + وكالات