بان يدعو روسيا وأميركا للمساعدة بإدخال مساعدات سوريا

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء واشنطن وموسكو إلى العمل من أجل إزالة العوائق أمام تسليم المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة بسوريا، حيث لا تزال الهدنة سارية عموما بعد أكثر من 48 ساعة على دخولها حيز التنفيذ، وسط تبادل للاتهامات بين النظام السوري والمعارضة بشأن مسؤولية تأخير دخول المساعدات.

وقال المسؤول الأممي -في مقر المنظمة الدولية بنيويورك- إن عشرين شاحنة تابعة للأمم المتحدة جاهزة للدخول إلى المناطق المحاصرة بهدف إيصال المساعدات، لكنها ما زالت متوقفة بسبب الإجراءات اللازمة لضمان أمن طاقمها.

وأوضح للصحفيين أن الأمم المتحدة "مستعدة تماما" لإرسال الشاحنات إلى حلب، لكن الوضع الأمني لا يسمح بذلك في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن تلك الشاحنات ظلت على الحدود مع تركيا، وأن سكان المناطق المحاصرة ينتظرونها بفارغ الصبر.

ومضي قائلا إن "الدول الرئيسية صاحبة النفوذ (روسيا وأميركا) يقع عليها واجب ممارسة نفوذها واستغلال تلك الفرصة للبحث عن حل سياسي وإنهاء هذا الصراع الكارثي".

عوائق بالطريق
وكان المتحدث باسم مكتب تنسيق شؤون المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون قال إن الأمور تستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا، وأضاف أن شاحنات الأمم المتحدة الموجودة على الحدود مستعدة للتحرك، لكن الخلافات بين الطرفين المتحاربين تعيق إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة.

وقال مسؤول ثان في الأمم المتحدة إن تسليم المساعدات إلى حلب يستلزم المرور بعدد كبير من نقاط التفتيش التي تديرها قوات تابعة للمعارضة وأخرى للنظام.

يذكر أن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف توصلا في مدينة جنيف السويسرية في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي، مع حلول مغرب يوم الاثنين الماضي، ولمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين.

وبعد صمود الاتفاق لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين أميركا وروسيا في قتال تنظيم وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في سوريا، دون أي إشارة للحل السياسي أو حديث عن المليشيات الطائفية التي تساند النظام السوري، الأمر الذي أثار تحفظات رافقت موافقة المعارضة السورية على الهدنة.

تبادل اتهامات
وحمل المسؤول في المعارضة السورية جورج صبرا دمشق المسؤولية عن تأخير دخول المساعدات، قائلا إن إصرار الحكومة للسيطرة عليها يعرقل تسليمها إلى حلب بمقتضى الاتفاق.

أما النظام السوري فقال إنه سيرفض تسليم أي مساعدات للمدينة لا يكون التنسيق فيها معه ومع الأمم المتحدة، خصوصا المساعدات القادمة من تركيا التي تدعم المعارضين الذين يقاتلون النظام.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد عن مليون شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا التي أدى الصراع فيها إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليونا.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس الثلاثاء، إن الأمم المتحدة ما زالت تنتظر أن تصدر دمشق رسائل تسمح بتسليم المساعدات.

يشار إلى أن الهدنة تتيح نقل المساعدات الإنسانية دون عراقيل إلى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في حوالي عشرين مدينة وبلدة تحاصر قوات النظام أغلبها.

المصدر : الجزيرة + وكالات