حفتر يسيطر على نفط ليبيا والأمم المتحدة تحذر

استكملت قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر سيطرتها على كامل منطقة الهلال النفطي بعدما دخلت الثلاثاء ميناء البريقة، وهو ما أثار مخاوف دولية إذ حذر المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر من أن ذلك سيزيد الشقاق ويؤثر على صادرات النفط.

وقال العقيد مفتاح المقريف آمر جهاز حرس المنشآت النفطية التابع للقوات التي يقودها حفتر "سيطرنا على ميناء البريقة النفطي بالكامل من دون قتال (…) وجرى ذلك بواسطة أهالي وأعيان البريقة"، وأضاف "منطقة الهلال النفطي بكاملها أصبحت في أيدينا".

وبدأت هذه القوات الأحد الماضي هجوما على منطقة الهلال النفطي الواقعة بين بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) وسرت (450 كلم شرق طرابلس)، وسيطرت على ميناءي راس لانوف والسدرة، أكبر موانئ تصدير النفط، قبل أن تعلن الاثنين السيطرة على ميناء الزويتينة.

ومع سيطرتها على ميناء البريقة، تكون القوات المعادية لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس قد بسطت سلطتها على كامل منطقة الهلال النفطي بعدما وضعت يدها على الموانئ الأربعة التي تضمها هذه المنطقة.

وعلى خلفية تلك التطورات، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إنها ستبدأ العمل "فورا" لاستئناف صادرات الخام من الموانئ الواقعة في تلك المنطقة.

وعبّر رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله في بيان عن أمله في "بداية مرحلة جديدة"، وقال إن الإنتاج قد يزيد إلى 600 ألف برميل يوميا من نحو 290 ألف برميل يوميا في غضون شهر. ورحب البيان بتعهدات ما سماه الجيش الوطني الليبي ورئيس البرلمان المنحل في طبرق والموالي لحفتر بوضع الموانئ تحت سيطرة المؤسسة الوطنية للنفط.

تحذير أممي
في مقابل ذلك التفاؤل، حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر من سيطرة قوات حفتر على منطقة الهلال النفطي في البلاد، وقال إنه سيزيد الشقاق ويؤثر على صادرات النفط ويحرم البلاد من مصدر إيراداتها الوحيد.

وقال كوبلر أمام مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء في نيويورك إن "هذا التطور سيعيق صادرات النفط ويحرم ليبيا من مصدر إيراداتها الوحيد, ويزيد من حالة الشقاق في البلاد, وهذا يجب أن يتوقف".

وأضاف "ثروات ليبيا هي ملك لجميع الليبيين وينبغي أن تتم حمايتها, وتصديرها بشكل قانوني عبر سلطة المجلس الرئاسي وإلا فإن الشعب الليبي سيدفع الثمن".

 

ودفع الهجوم المباغت الولايات المتحدة وخمسة من كبار حلفائها الأوروبيين الداعمين لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، إلى إصدار بيان دعوا فيه "كل القوات المسلحة الموجودة في الهلال النفطي للانسحاب الفوري وغير المشروط".

وقالت الدول الست إن "حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة تدين الهجمات التي استهدفت في نهاية الأسبوع موانئ الزويتينة وراس لانوف والسدرة والبريقة النفطية في ليبيا".

وشدد البيان على أن النفط ملك للشعب الليبي ويجب بالتالي أن تديره حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي يوجد مقرها بطرابلس.

وتعتبر الدول الكبرى حكومة الوفاق الوطني الجهة السياسية الشرعية الوحيدة في ليبيا، ولا تعترف بسلطة ما تسمى "الحكومة الموازية" التي تتخذ من مدينة البيضاء في الشرق مقرا وترفض تسليم السلطة.

ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، يعيش قطاع النفط في ليبيا تراجعا مستمرا، إذ انخفضت معدلات الإنتاج اليومي من نحو 1.6 مليون برميل يوميا إلى نحو 200 ألف برميل، لتصبح ليبيا -أغنى دول أفريقيا بالنفط مع احتياطي يبلغ 48 مليار برميل- أقل دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنتاجا في العام 2015، بحسب أوبك.

المصدر : الجزيرة + وكالات