قتلى إسرائيليون في هجوم بتل أبيب والفصائل تباركه

قتل أربعة إسرائيليين وأصيب ستة آخرون في هجوم نفذه شابان فلسطينيان بمركز تجاري قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب. وأشادت فصائل فلسطينية بالعملية, بينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن إطلاق النار وقع في التاسعة والنصف من مساء الخميس في مركز "شارونا" التجاري قرب مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية ومجمع وزارة الدفاع, وأضاف أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت منفذي الهجوم بعدما أصابت أحدهما بالرصاص, مما استدعى نقله إلى إلى مستشفى إسرائيلي لإجراء جراحة له.

وأشار المراسل إلى أن إطلاق النار تم في موقعين مختلفين, وقد هُرعت سيارات الإسعاف إلى المنطقة التي أغلقتها الشرطة. كما نقل عن الشرطة الإسرائيلية أن المنفذين هما "ابنا عمومة" من بلدة يطا قضاء الخليل جنوبي الضفة الغربية، واصفة الهجوم "بالإرهابي".

ووفق شهود عيان، فقد تنكر المنفذان بلباس متدينين يهود ودخلا مطعما يرتاده عادة ضباط قرب الوزارة، وطلبا وجبة للعشاء قبل أن يبدآ إطلاق النار.

تأهب وإغلاق
وبعيد الهجوم مباشرة وضعت شرطة الاحتلال قواتها في حالة تأهب قصوى في تل أبيب, ونقل شهود عيان للجزيرة أن الشرطة تطوق المكان خشية أن تكون المنطقة مزروعة بالمتفجرات، كما عززت إجراءتها الأمنية فيه.

وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي محاصرة بلدة يطا التي تقع جنوب مدينة الخليل. وأفاد شهود عيان بأن أكثر من ثلاثين آلية عسكرية تغلق المداخل الرئيسية للمدينة استعدادا لاقتحامها, ولاحقا اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة محمد موسى المخامرة في يطا وقامت بتفتيشه والتحقيق مع عائلته.

وقد توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على العملية, وقال عقب اجتماع لقادة أجهزته الأمنية في تل أبيب إن ما جرى "عملية قتل بدم بارد تحتم الرد عليها بكل حزم وتعقل". ودعا نتنياهو مجلسه المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إلى الانعقاد صباح اليوم الخميس لبحث تداعيات الموقف.

الفصائل تشيد
وسارعت فصائل فلسطينية إلى الإشادة بالعملية واعتبرتها دليلا على فشل إسرائيل في إخماد انتفاضة القدس التي بدأت في أكتوبر/تشرين الماضي وقتل فيها نحو ثلاثين إسرائيليا, بينما استشهد أكثر من مئتي فلسطيني.

فقد أشاد الناطق باسم حماس حسام بدران ببطولة منفذي العملية, وقال إنها "أولى المفاجآت التي تنتظر الاحتلال خلال شهر رمضان". وأضاف أن منفذيها استطاعا كسر هيبة منظومة الأمن الإسرائيلية وضرب الاحتلال في عقر داره.

واعتبر بدران نجاح العملية دليلا على "فشل إجراءات وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابها، وإن مكان تنفيذ العملية يحمل رسائل تحد إلى قادة الاحتلال ووزير دفاعهم أفيغدور ليبرمان".

كما باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية, وأكدت أن الشعب الفلسطيني سيواصل انتفاضته". وقال المتحدث باسم الحركة داود شهاب إن "الرهان على انحسار انتفاضة القدس رهان خاسر".

بدورها أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية ووصفتها بأنها رسالة تحد لليبرمان. وقال بيان للجبهة إن عملية تل أبيب مفخرة للشعب الفلسطيني، وتمثل نقلة نوعية في الفعل الانتفاضي.

في المقابل أدانت الولايات المتحدة الهجوم, ووصفته الخارجية الأميركية في بيان بالجبان. كما وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالاعتداء البغيض.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذا الهجوم ووصفه بالإرهابي, والمهاجمين بالمعتدين, مضيفا في بيان أنه لا يمكن تبرير الاٍرهاب أو تمجيد منفذي عمل شائن كهذا.

وعبر بان عن صدمته لترحيب قادة حركة حماس بالهجوم واحتفاء بعضهم به، داعيا القادة الفلسطينين إلى تحمل مسؤولياتهم والوقوف بصرامة ضد العنف وأعمال التحريض التي تغذيه, بحسب البيان.

المصدر : الجزيرة + وكالات