تصاعد الإدانات للانتهاكات بحق مدنيي الفلوجة

تصاعدت الإدانات الدولية بشأن الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات عراقية بحق مدنيي الفلوجة، في وقت قالت الأمم المتحدة إن نحو تسعين ألف مدني قد يكونون محاصرين في المدينة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن أكثر من عشرين ألف شخص نزحوا من الفلوجة والمناطق المحيطة بها منذ بدء العمليات العسكرية فيها.

من جانبها أفادت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراند بأن "أكثر من 20 ألف شخص فروا من المدينة في أوضاع بالغة الصعوبة إذ تعين عليهم السير لأيام وواجهوا نيران تنظيم الدولة للوصول لمناطق تسيطر عليها القوات الحكومية".

وكانت وكالات الأمم المتحدة قد ناشدت جميع الأطراف في العراق حماية الأسر وتوفير الوصول الحر والآمن بعيدا عن النزاع للمتضررين من العنف المتصاعد في الأنبار غربي البلاد وخاصة في محيط الفلوجة.

وفي هذا السياق أعرب التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة عن قلقه إزاء تقارير عن انتهاكات بحق مدنيي الفلوجة.

من جهتها دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات العراقية للتحقيق في تقارير إساءة معاملة المدنيين حول الفلوجة من طرف قوات الحكومة العراقية والمليشيات المساندة لها.

وقالت المنظمة الدولية في تقرير لها إن المدنيين تعرضوا لعمليات إعدام وإخفاء قسري وتعذيب وتشويه من جانب أفراد الشرطة الاتحادية ومليشيات الحشد الشعبي في مناطق محيط الفلوجة.

ويشير التقرير إلى حادثتي قتل متعمد للمدنيين مطلع يونيو/حزيران الجاري، حيث تم إعدام 12 مدنيا من قبيلة الجميلة في منطقة السجر، وإعدام سبعة عشر آخرين -بينهم صبي- في منطقة أبو سديرة شمال الفلوجة. undefined

تعذيب وحرق
أما في الصقلاوية فقد تعرض عشرات النازحين من قبيلة المحامدة للتعذيب والحرق، وطعن بعضهم بالسكاكين حتى الموت، ولم يُفرج إلا عن ستمائة من بين ألف وسبعمائة معتقل وصلوا إلى عامرية الفلوجة.

كما أبدى تقرير المنظمة الدولية قلقه الشديد إزاء تقارير منع تنظيم الدولة المدنيين من الخروج من الفلوجة وتهديد من يحاول القيام بذلك، واتخاذ بعض المدنيين دروعا بشرية.

وأشار التقرير إلى أن عشرات الآلاف داخل الفلوجة يعانون من حصار القوات الحكومية منذ عامين وقطع طرق الإمدادات وتجويع المدنيين وقصف مستشفى الفلوجة، في تحد صارخ للأعراف الدولية.

من جانبه، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى تشكيل لجنة تحقيق بهذه الانتهاكات، بينما حمّل وجهاء عشيرة السادة البكارة رئيس الحكومة وقادة الحشد المسؤولية عن قتل 150 مدنيا في منازلهم في الأزركية بالفلوجة الخميس الماضي.

وتردى الوضع الإنساني في مدينة الفلوجة بعد أسبوعين على بدء العملية العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي وبطيران التحالف الدولي لاستعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الذي سيطر عليها مطلع العام 2014.

المصدر : الجزيرة + وكالات