عشرات القتلى من الجيش والحشد في الفلوجة

أفادت مصادر عسكرية عراقية بمقتل وجرح العشرات من أفراد الجيش والشرطة ومليشيا الحشد الشعبي، إضافة إلى ستة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية جراء هجوم واسع للتنظيم شمال شرق الفلوجة، إضافة إلى اشتباكات أخرى جنوبها، في حين أكد الحشد عزمه دخول الفلوجة رغم الاتهامات لمقاتليه بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، بينما توعد رئيس الوزراء حيدر العبادي بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات.

وقالت المصادر إن ثلاثين من عناصر الجيش ومليشيا الحشد قتلوا عندما فجر تنظيم الدولة عربة ملغمة يقودها انتحاري في الهجوم إضافة إلى ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة فجروا أنفسهم داخل ثكنات عسكرية، وأدى الهجوم لانسحاب الجيش والحشد من المواقع والثكنات التي كان يسيطر عليها باتجاه منطقة الدواية وتدمير وإحراق عربات عسكرية.

من جهتها، قالت مصادر في الشرطة العراقية إن 13 من الجيش والشرطة والحشد العشائري وستة من تنظيم الدولة قتلوا وأصيب 11 آخرون -بينهم ثمانية من التنظيم- في اشتباكات بمنطقتي الحصي والبو هوا جنوب الفلوجة.

وقبل ذلك قتل عشرة عناصر على الأقل من الجيش ومليشيا الحشد الشعبي وأصيب 15 في تفجيرات بعبوات ناسفة بالقرب من مدينة الفلوجة.

وقالت مصادر عسكرية إن القتلى والجرحى سقطوا لدى استهداف رتلهم العسكري من قبل تنظيم الدولة في منطقة اليتامى بمحيط عامرية الفلوجة.

وتشهد مناطق في جنوب شرق الفلوجة وشمالها مواجهات عنيفة بين مقاتلي تنظيم الدولة والقوات الحكومية والحشدين العشائري والشعبي.

وأفادت مصادر عسكرية بأن أعنف المواجهات تجري في محيط ناحية الصقلاوية شمال غرب الفلوجة، حيث قتل أمس السبت نحو ستين من أفراد الجيش والمليشيا في هجمات -بعضها "انتحارية"- شنها مقاتلو تنظيم الدولة.

وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة بثت تسجيلا مصورا لجانب من المواجهات في منطقة الأزركية التابعة للصقلاوية، وأفادت بأن مسلحي التنظيم أحرقوا عشر عربات من نوع همر، واستولوا على خمس أخرى إضافة إلى سلاح وعتاد.

ورغم اتهامات وجهت لمليشيا الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين النازحين من الفلوجة فإن قائد مليشيا بدر المنضوية تحت الحشد الشعبي هادي العامري قال إن الحشد سيدخل الفلوجة عند خروج المدنيين، مؤكدا أن قواته ستطهر المدينة مما وصفه بـ"شر الغدة السرطانية".

وتشكل هذه التصريحات تراجعا عما صرح به المسؤولون في الحشد في وقت سابق حين أكدوا أنهم سيشاركون في عمليات التطويق ويتركون اقتحام المدينة للجيش.

مرتكبو الانتهاكات
من جهته، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن 45 ألف مقاتل يشاركون في معارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد، لكن لا يمكن قبول أي انتهاكات، وتوعد بمحاسبة مرتكبيها.

وأوضح العبادي -في تصريحات بثها التلفزيون العراقي أمس السبت- أنه أمر بملاحقة المتهمين بالقتل وارتكاب انتهاكات أخرى بحق المدنيين في الفلوجة وتقديمهم للعدالة.

ووفق الأمم المتحدة، فإن نحو خمسين ألف مدني لا يزالون في الفلوجة بينهم ما لا يقل عن عشرين ألف طفل، بينما تشير تقديرات أميركية وعراقية إلى وجود ما بين ستين وتسعين ألف مدني في المدينة.

وكان سكان محليون قالوا لوكالة الأناضول في أحاديث سابقة إن مقاتلي الحشد الشعبي فجروا مسجدين في الكرمة القريبة من الفلوجة، ونهبوا عشرات المنازل واختطفوا أكثر من سبعين مدنيا، وأعدموا لاحقا 17 منهم رميا بالرصاص على إثر اتهامهم بالانتماء لتنظيم الدولة.

يشار إلى أن منظمات محلية وأجنبية معنية بحقوق الإنسان وجهت اتهامات مماثلة لمقاتلي الحشد العام الماضي عند استعادة مناطق ذات أغلبية سنية في محافظتي صلاح الدين (شمال) وديالى (شمال شرق).

المصدر : الجزيرة + وكالات