تضارب بشأن خسائر تنظيم الدولة قرب الفلوجة

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن عدد قتلى تنظيم الدولة الإسلامية أثناء محاولة الانسحاب من منطقة جنوب غرب الفلوجة باتجاه بحيرة الرزازة الأربعاء، كان كبيرا وهائلا، في تضارب واضح مع تصريحات سابقة له قلل فيها من أهمية ما ورد على لسان قائد القوات الجوية العراقية بشأن الخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم الدولة.

وأضاف العبادي أن القوات العراقية حاصرت عددا من مقاتلي تنظيم الدولة، معهم عائلات وقصفتهم بالطائرات، مما أسفر عن مقتل أعداد كبيرة منهم.

وكان العبادي قلل في وقت سابق من أهمية التصريحات التي تشير إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم الدولة في اليومين الأخيرين قرب الفلوجة، وذلك بعد تأكيد قائد القوات الجوية العراقية تدمير رتل من سبعمئة عربة للتنظيم قرب المدينة في غارات لسلاح الجو العراقي.

في المقابل، قال البيت الأبيض إن ضربات للتحالف استهدفت موكبين لتنظيم الدولة في محيط مدينة الفلوجة، أدت إلى تدمير مئتين من عربات التنظيم.

وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أن طيارين أميركيين في التحالف رصدوا وحددوا قافلتين كبيرتين للتنظيم في الاتجاه المقابل لمدينة الفلوجة، قبل أن يستهدفوهما.

وفي محاولة لتفسير تضارب الروايات، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي والناطق السابق باسم وزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد العميد ضياء الوكيل أن تضارب التصريحات يأتي في سياق سياسة "الجوقة"، حيث تصدر تصريحات من عدة جهات حول قضية معينة لإثارة الغموض حولها لدواعي الحرب النفسية، لكنها في هذه الحالة لم تؤد الغرض المطلوب منها تجاه تنظيم الدولة.

أما الكاتب والباحث السياسي وليد الزبيدي فقال في مقابلة مع الجزيرة إن التضارب الكبير بين الروايات التي قدمها العبادي وقائد القوات الجوية ومن قبلهما البيت الأبيض، تدل على "أننا إزاء خبر كاذب أو مبالغ فيه بشكل كبير".

واستبعد الزبيدي أن يقوم تنظيم الدولة "بما يملكه من أجهزة استخباراتية" بعملية انسحاب أو خروج من الفلوجة بهذه الطريقة، وهو يعلم أنه محاصر جوا وبرا.

المصدر : الجزيرة