اشتباكات متقطعة في بنقردان وتواصل عمليات التمشيط

وقعت اشتباكات متقطعة اليوم الثلاثاء في إحدى ضواحي بنقردان جنوب شرقي تونس, في وقت أعلنت فيه الحكومة الانتصار في المعركة بعد القضاء على جل المسلحين الذين هاجموا المدينة لإعلان ولاية تابعة لـ تنظيم الدولة الإسلامية, وفقا للسلطات. 

وقال مراسل الجزيرة إن اشتباكا وقع في منطقة جلال قرب ثكنة عسكرية خارج المدينة القريبة من الحدود مع ليبيا. وكانت هذه الثكنة هدفا للهجوم المنسق الذي شنه عشرات المسلحين فجر الاثنين, واستهدف أيضا مقار أمنية وسط المدينة.

وفي الوقت نفسه، قالت وسائل إعلام تونسية إن قوات الجيش والأمن قتلت ظهر اليوم مسلحا واعتقلت آخر, وكان العنصران تحصنا داخل منزل قرب الثكنة.

وكانت وزارتا الداخلية والدفاع أعلنتا حصيلة وقتية للعمليات العسكرية والأمنية بالمدينة منذ فجر أمس, وقالتا إن 36 مسلحا لقوا مصرعهم وسبعة آخرين اعتقلوا, في حين قتل سبعة مدنيين و11 أمنيا وعسكري واحد, فضلا عن إصابة 17 بين مدنيين وأمنيين وعسكريين.

ونقل تلفزيون "تي إن إن" التونسي الخاص عن محافظ مدنين -التي تتبع بنقردان لها إداريا- أن الوضع بالمدينة يسير نحو الاستقرار, في وقت تستمر فيه عمليات التمشيط لتعقب مسلحين محتملين.

وعثر الأمن على مخازن أسلحة تضم قذائف وبنادق رشاشة وقنابل, وذلك بناء على معلومات أدلى بها بعض المهاجمين الذين جرى اعتقالهم. ووصف رئيس الوزراء الحبيب الصيد الأسلحة المصادرة بالمتطورة.

وبسبب الوضع الأمني في بنقردان, جرى أمس غلق معبري راس جدير وذهيبة الحدوديين بين ليبيا وتونس. وقال مراسل الجزيرة في ليبيا محمود عبد الواحد إنه لا يسمح بالعبور في الاتجاهين سوى لأعداد قليلة.

كسب معركة
وقد أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد اليوم أن تونس ربحت المعركة التي دارت في بنقردان, لكنه قال في المقابل إنها لم تكسب بعدُ الحرب على "الإرهاب".

وأضاف -في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس- أن عدد من قاموا بالهجوم يقارب الخمسين, وأوضح أن التحقيقات مع سبعة مهاجمين معتقلين كشفت أنهم خططوا لإقامة إمارة لتنظيم الدولة. وتابع أن حكومته تتبادل المعلومات مع ليبيا لمكافحة "الإرهاب" نافيا استقدام قوات أجنبية.

بدوره، قال رئيس البلاد الباجي قايد السبسي أمس إن الهجوم كان يستهدف على الأرجح إعلان "ولاية جديدة" لتنظيم الدولة في حال أفضى الهجوم للسيطرة على مدينة بنقردان.

وكان سكان قالوا إن مسلحين استوقفوهم بداية الهجوم وأبلغوهم بأنهم من تنظيم الدولة, وأنهم يريدون "الانتقام" من الأمن والجيش. يُشار إلى أن تقارير تحدثت عن قيام المسلحين باغتيال أمنيين بمنازلهم, كما قالت مصادر إنهم قتلوا ثلاثة حراس عزل بمقر للسلطة المحلية.

ولم يتضح ما إذا كان المهاجمون بعضهم أو كلهم تسللوا من ليبيا المجاورة, أم أنهم كانوا متوارين بالمدينة ويعدون للهجوم منذ وقت طويل. وهذا الهجوم هو الأسوأ منذ الثورة, بيد أن الحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات أشادت مع ذلك بسرعة رد الجيش والأمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات