هدوء نسبي في طرابلس بعد وصول حكومة الوفاق

تشهد العاصمة الليبية هدوءا نسبيا بعد توتر صاحب وصول مجلس حكومة الوفاق الوطني الذي رفضته حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام في طرابلس، وسط ترحيب دولي بخطوة الوفاق. 

ويأتي هذا الهدوء عقب عمليات إطلاق نار متقطع من أسلحة ثقيلة وانتشار قوات أمنية تابعة لحكومة الوفاق الوطني وإغلاق عدد من الشوارع الرئيسية وسط العاصمة.

وقد أعلنت الخطوط الجوية الليبية -عبر صفحتها على الفيسبوك- أن جميع رحلاتها القادمة من الخارج إلى مطار معيتيقة قد تحولت إلى مطار مصراته جراء الأوضاع الأمنية.

وفي هذه الأثناء، توقف بث قناة "النبأ" التابعة لحكومة الإنقاذ عقب اقتحام مسلحين لمقرها وإخراج العاملين "دون أن يصاب أحد بأذى".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الصحفيين في القناة أن البث توقف بعدما ظهر على شاشتها خبر كتب فيه "عاجل: أبناء مدينة طرابلس وثوارها يوقفون قناة النبأ، قناة الفتنة والتحريض، وكل من يشارك في القناة بعد فتحها سيتعرض للسؤال من ثوار المدينة".

حكومة الوفاق
وكان سبعة أعضاء من مجلس رئاسة حكومة الوفاق قد وصلوا أمس الأربعاء إلى طرابلس تمهيدا لمباشرة عملهم، وذلك للمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة بموجب اتفاق الصخيرات.

وأعلن رئيس الحكومة الجديدة فائز السراج مباشرة حكومته لأعمالها من العاصمة، وأكد في كلمة له من قاعدة "أبو ستة" البحرية في طرابلس، تمسك حكومته بمبادئ ثورة 17 فبراير التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي، والعمل على بناء دولة المؤسسات والقانون.

وشدد السراج على ضرورة توحيد جهود الليبيين لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن حكومته ستسعى لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة على أسس العدالة الانتقالية وعودة النازحين والمهجرين.

وكان مجلس الرئاسة قال قبل وصوله عبر البحر إنه تفاوض على خطة أمنية مع الشرطة والقوات العسكرية في طرابلس، وكذلك مع بعض الجماعات المسلحة. ودعا إلى نقل السلطة فورا، رغم معارضة أطراف من حكومة الغرب (طرابلس) وحكومة الشرق (البيضاء) لذلك.

ورحب الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وإيطاليا بالخطوة، في حين أكدت لندن على لسان وزير الخارجية فيليب هاموند استعدادها لتوفير الدعم والمساعدة في استعادة الاستقرار بليبيا.

غير أن حكومة الإنقاذ سارعت إلى رفض ما وصفتها بالحكومة غير الشرعية، ودعتها إلى مغادرة البلاد.

وقالت حكومة الإنقاذ -في كلمة ألقاها رئيسها خليفة الغويل- إنها تحمّل مجموعة مجلس الرئاسة التي وصلت إلى طرابلس المسؤولية القانونية والأخلاقية، واعتبرت دخولها "تسللا غير شرعي" يعرض البلاد والعباد للخطر.

ودعا الغويل كل "الثوار الشرفاء والخيرين" إلى الوقوف صفا واحدا ضد ما أسماها "المجموعة المتسللة" التي تهدد "بتأجيج الوضع في العاصمة المستقرة طرابلس، وتعرض البلاد للوصاية الدولية".

المصدر : الجزيرة + وكالات