الأغذية العالمي: سكان بداريا ودير الزور يأكلون العشب

صور لواقع داريا المؤلم
أطفال في داريا يرفعون لافتات تبرز معاناة البلدة المحاصرة منذ أشهر طويلة (الجزيرة)

قال برنامج الأغذية العالمي اليوم إن بعض السوريين في داريا ودير الزور المحاصرتين يضطرون لأكل العشب بسبب انقطاع الإمدادات الغذائية، وجاء تصريح البرنامج التابع للأمم المتحدة بعد يوم من اتهام مستشار المبعوث الدولي إلى سوريا للشؤون الإنسانية النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

وأضاف برنامج الأغذية العالمي في تقرير له أن المحاصرين في داريا القريبة من العاصمة السورية دمشق وفي دير الزور يظلون لأيام من دون طعام، ويرسلون أبناءهم للتسول وأكل العشب والنباتات البرية.

وتخضع داريا لحصار الجيش السوري النظامي، في حين يحاصر تنظيم الدولة الإسلامية دير الزور التي تبعد أكثر من أربعمئة كلم شرق دمشق.

رفض النظام
وترفض الحكومة السورية لحد الآن السماح بدخول معونات إغاثية إلى ست مناطق محاصرة وضمنها داريا على الرغم من استمرار سريان وقف لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في سوريا منذ نحو ثلاثة أسابيع.

وسبق للأمم المتحدة أن ألقت الشهر الماضي أولى المساعدات الإنسانية من الجو على دير الزور، وبلغ وزن شحنة المساعدات 21 طنا تولى تأمينها برنامج الأغذية العالمي.

ويقول برنامج الأغذية إن الأسر في داريا ودير الزور لا تستطيع تناول سوى وجبة واحدة يوميا ويتم إعطاء الأولوية في ذلك للأطفال.

ووفق استطلاع أنجزه البرنامج بشأن أوضاع سوق الأغذية في سوريا لشهر فبراير/شباط الماضي، فإن سعر الخبز في داريا بلغ مستويات مرتفعة للغاية تفوق بثلاثين مرة السعر المتداول في دمشق التي لا تبعد عن البلدة سوى بضعة كيلومترات، كما يزيد سعر الأرز في داريا 17 مرة عليه في العاصمة.

إيغلاند يتهم
وكان يان إيغلاند مستشار المبعوث الدولي الخاص لسوريا للشؤون الإنسانية اتهم أمس النظام بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، في حين حذرت منظمات إغاثة من وقوع كارثة إنسانية بمحافظة حمص.

وقال إيغلاند إن الدول الداعمة لمسار مفاوضات السلام السورية أمهلت دمشق سبعة أيام للرد على طلب الأمم المتحدة السماح بإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

ووفق المسؤول الأممي، فإن قوافل مساعدات في طريقها إلى أربع بلدات، لكن الحكومة لا تزال ترفض توصيل المساعدات لست بلدات محاصرة وتعرقل تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين، مما حال دون الوصول إلى أكثر من 260 ألف شخص.

وذكر مستشار المبعوث الدولي إلى سوريا أن أكثر المناطق المتضررة هي مدينة دوما شرق دمشق، مبينا أن الأمم المتحدة لم تتمكن من إرسال الفرق الطبية إلى مدينتي حلب وحمص، وأضاف أن الناس لا يموتون بسبب نقص المواد الطبية بل لأن المرضى لا يستطيعون الخروج من مناطقهم، كما لا يستطيع الأطباء دخول تلك المناطق.

المصدر : الجزيرة + رويترز