الغارات الروسية توقع المزيد من الضحايا بحلب وريفها

قتل عشرات المدنيين وأصيب آخرون إثر غارات نفذها الطيران الروسي في مناطق متفرقة كان أعنفها تلك التي شهدتها حلب وريفها شمالي سوريا، في وقت قالت موسكو إن طيرانها الحربي قصف نحو تسعمئة هدف بمحافظات عدة خلال الأيام الماضية.

وقال مراسل الجزيرة إن عشرة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون جراء غارات للطيران الروسي على سوق لبيع المحروقات في بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا. وقد أسفرت هذه الغارات عن اندلاع النيران في سيارات نقل المحروقات والممتلكات.

وتقع بلدة معارة النعسان تحت سيطرة الجيش السوري الحر التابع للمعارضة السورية المسلحة، ولا وجود لـتنظيم الدولة الإسلامية فيها وتشكل نقطة مهمة لتوزيع المحروقات للقرى والبلدات في ريف إدلب وريف حلب المتاخم.

وأفاد مراسل الجزيرة أيضا بأن عددا من الأشخاص قتلوا وجرح آخرون إثر قصف شنته طائرات روسية على أحياء سكنية بمدينة معرة النعمان وبلدتي "مرديخ" و"كفتين" الخاضعة جميعها لسيطرة المعارضة بريف إدلب.

حملة عسكرية
وفي الحولة بريف حمص الشمالي قال سكان إن منطقتهم تعرضت لقصف غير مسبوق نفذته طائرات حربية روسية وسورية.

وتشير المعطيات إلى أن نحو ثلاثمئة غارة شنها الطيران الروسي والنظام السوري على المنطقة ومحطيها خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وتتزامن هذه الغارات مع حملة عسكرية تشنها قوات النظام السوري بغية عزل منطقة الحولة عن مدن ريف حمص وبلداتها الأخرى بعدما تمكنت من إغلاق جميع طرق الإمداد المؤدية إلى ريف حمص، في حين قالت المعارضة إنها صدت محاولات من النظام للتغول في البلدة وكبدته خسائر في الأرواح والعتاد.

وفي حلب أفاد مراسل الجزيرة بأن حصيلة ضحايا الغارات الروسية على أحياء المدينة ارتفعت إلى 37 قتيلا إضافة إلى عشرات الجرحى.

وشنت طائرات روسية غارات على أحياء الشعار والمشهد والكلّاسة وطريق الباب وبعيدين في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من مدينة حلب، مما أحدث دمارا كبيرا في المباني والممتلكات.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن ستة قتلى على الأقل سقطوا بغارات روسية استهدفت حي المشهد، كما قتل آخرون بغارات متتالية على بلدة عندان بريف حلب الشمالي، في وقت قصف جيش النظام حي الشعار في مدينة حلب.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الدفاع المدني في عندنان أن ثلاثة أطفال قتلوا الخميس في قصف للطيران الروسي على البلدة.

معارك
من جهة أخرى، أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على قرى الزيارة وخريبكة شمال حلب بعد معارك مع المعارضة المسلحة.

وأضافت المصادر أن القوات نفسها سيطرت على مواقع للمعارضة في محيط مدينة عفرين إثر هجوم مباغت شنته على مواقع المعارضة شمال حلب.

وليس بعيدا عن الريف الشمالي بحلب، أفاد ناشطون باستمرار الاشتباكات العنيفة بالريف الجنوبي حيث يتقدم الثوار على جبهات بلدة خان طومان ويسيطرون على عدة نقاط، وذلك وسط غارات جوية من طيران الروسي على المنطقة.

وقال متحدث روسي في وقت سابق إن سلاح الجو الروسي نفذ مئتين وسبع وثلاثين طلعة في سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية وقصف نحو تسعمئة هدف في محافظات حلب واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور.

في السياق ذاته قال ناشطون إن طيران النظام ألقى البراميل المتفجرة على مدينتي داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق الغربي ومنطقة المرج بالريف الشرقي.

وفي درعا، قال ناشطون إن أكثر من ثلاثين غارة جوية فضلا عن القصف المدفعي والصاروخي خلال اليومين الماضيين على بلدة عتمان بريف درعا تمهد لاقتحام قوات النظام لها.

وشن الطيران الروسي غارات جوية مكثفة على قرى ‏جبل الأكراد الواقعة تحت سيطرة الثوار ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي، حيث استهدف قرية ‏أوبين ومخيمات اللاجئين فيها والطريق المؤدي إلى معبر ‏اليمضية على الشريط الحدودي سقط فيها العديد من الجرحى بين المدنيين النازحين.

المصدر : الجزيرة + وكالات