تفاهمات دولية أوقفت تقدم "سوريا الديمقراطية"

تظهر مقاتلي سوريا الديموقارطية في إحدى المناطق التي سيطرت عليها بريف حلب الشمالي.
مسلحون يتبعون قوات سوريا الديمقراطية بإحدى المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا بريف حلب الشمالي (الجزيرة)

محمد كناص-غازي عنتاب

شهدت الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا الشهر تصاعدا غير مسبوق على ساحة القتال في ريف حلب الشمالي، فتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم كبير، كما استغلت قوات سوريا الديمقراطية الوضع فتمددت بشكل كبير، الأمر الذي أثار تركيا التي تخشى من سيطرة كردية على الشريط الحدودي بينها وبين سوريا، الأمر الذي أدى إلى ما يعتقد بأنها تفاهمات دولية لتجميد الموقف.

وابتدأت الأحداث بتقدم قوات النظام والمليشيا المتحالفة معها، وبدعم جوي من الطيران الحربي الروسي، والسيطرة على دوير الزيتون وصولا إلى فك الحصار عن نبل والزهراء المواليتين للنظام، وانتهاء بانتزاع السيطرة على عدة مناطق من قوات المعارضة المسلحة.

التغيرات الدراماتيكية في مشهد الخريطة العسكرية وتوزع نقاط السيطرة على ريف حلب الشمالي، أسهمت في إعادة رسمها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حيث سيطرت بداية على بلدة دير جمال، ثم أحكمت قبضتها على بلدة منغ ومطارها العسكري، ومدينة تل رفعت التي كانت يوما ما تشكل إحدى قلاع المعارضة السورية المسلحة.

وأثار اقتراب قوات وحدات حماية الشعب من إحكام السيطرة على آخر معبر حدودي لقوات المعارضة المسلحة في حلب وريفها، حساسية لدى تركيا التي بادرت حينها بتحريك مدفعيتها واستهداف نقاط تابعة لوحدات حماية الشعب، خاصة في مطار وبلدة منغ.

وتبدو الخريطة العسكرية الآن أقرب إلى المراوحة في المكان لدى أطراف الصراع، ويبدو المشهد العسكري أقرب إلى الهدوء، فما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية توقف تقدمها عند محيط بلدة إعزاز التي تحتضن معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكذلك في محيط بلدة مارع.

أحد مقاتلي المعارضة يرابط على إحدى الجبهات لصد هجوم قوات سوريا الديمقراطية (الجزيرة)
أحد مقاتلي المعارضة يرابط على إحدى الجبهات لصد هجوم قوات سوريا الديمقراطية (الجزيرة)

تفاهمات دولية
وتعليقا على توقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية، رأى المتحدث باسم الجبهة الشامية التابعة للجيش السوري الحر العقيد محمد الأحمد أن قصف المدفعية التركية لم يكن له أثر في إيقاف تمدد هذه القوات إلا بشكل محدود، موضحا أن قصف المدفعية قد يؤخر تقدم القوات، في حين عندما تدخل القوات إلى المدن وتغدو بين الأبنية السكنية تفقد المدفعية فاعليتها ولا تستطيع تحقيق أهدافها.

وعزا الأحمد توقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية إلى ما سماها "تفاهمات دولية"؛ فتركيا ترفض وجود الأكراد في هذه المنطقة، لأنها تشكل آخر صلة وصل بين المناطق التي تعمل وحدات حماية الشعب الكردية على اقتطاعها من سوريا لإقامة وطن قومي للكرد عليها. 

من جهته، قال الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بريف حلب الشمالي فرات خليل إن معارك سوريا الديمقراطية ما تزال مستمرة في ريف حلب الشمالي، وإنها ما تزال تكسب المزيد من النقاط على حساب قوات المعارضة المسلحة.

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على الأراضي التي تريدها في ريف حلب الشمالي، وأنها لا تريد السيطرة على إعزاز حاليا.

وأكد أن المدفعية التركية لم يكن لها أي تأثير على قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى الحرص على وقف المعارك خلال هذه الفترة التي تسبق انعقاد الهدنة المرتقبة في 27 من الشهر الجاري.

المصدر : الجزيرة