الجبير يؤيد تسليح المعارضة السورية بمضادات الطائرات

عادل الجبير / وزير الخارجية السعودي
الجبير يؤكد أن من شأن تسليح المعارضة السورية تعديل موازين القوى العسكرية (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأييد بلاده لتسليح المعارضة السورية المعتدلة بصواريخ أرض-جو، لتمكينها من ردع وتحييد طائرات نظام بشار الأسد المقاتلة التي تستخدم القنابل الكيميائية في هجماتها التدميرية.

وأوضح الجبير في مقابلة مع أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية، أن تسليح المعارضة السورية بالصواريخ المضادة للطائرات من شأنه تعديل موازين القوى العسكرية في سوريا، مثلما جرى عند استخدام هذه الصواريخ خلال الحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفياتي السابق.

وشدد على ضرورة التعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد حتى لا تسقط هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ، مؤكدا أن القرار في هذا الموضوع يبقى في النهاية للمجتمع الدولي لا للسعودية.

وقال الجبير في المقابلة -التي ستنشرها المجلة في عددها الأسبوعي الجديد السبت- إن هناك طريقين في سوريا كلاهما يؤدي إلى دولة سورية بلا بشار الأسد، الأول هو العملية السياسية من خلال صيغة جنيف المفضية إلى تأسيس حكومة انتقالية تتسلم السلطة من الأسد وتعد دستورا جديدا وتمهد الطريق لانتخابات حرة، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية خروج الأسد من السلطة في بداية هذه العملية السياسية، لا في نهايتها حتى يقلل الدماء والدمار بسوريا.

وتابع أن الطريق الثاني يتمثل في استمرار الحرب حتى هزيمة رئيس النظام السوري، مشيرا إلى أنه إذا تم تنفيذ اتفاق ميونيخ بتحقيق هدنة عسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين المتضررين، فإن هذا سيفتح الباب للحل السياسي.

وأضاف المتحدث السعودي "نواجه حاليا نقطة حرجة تهدد بفشل المفاوضات، غير أن علينا المحاولة وإلا فسنواجه الطريق الثاني"، مبينا أنه لا يمكن لأي أحد توقع تطورات الأوضاع بسوريا في المنظور القريب. أما على المدى البعيد فإن سوريا ستصبح بلا بشار الأسد، مشددا في الوقت نفسه على أنه كلما طال بقاء الوضع الحالي ساء أكثر وتحطمت سوريا، وهو ما حذرت منه السعودية إن لم يسارع المجتمع الدولي إلى حل الأزمة السورية.

ودعا الجبير الغرب إلى تذكر "كيف بدأت الثورة السورية برسومات جدارية لأطفال اعتقلهم النظام وأبلغ أسرهم بأن عليهم إن أرادوا هؤلاء الأطفال، أن يعودوا إلى منازلهم وينجبوا غيرهم".

وقال إن فشل جيش النظام السوري في حماية رئيسه في مواجهة الاحتجاجات الشعبية دفع الأسد إلى طلب المساعدة من الإيرانيين وحزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية الذين فشلوا في ذلك، فاستدعى الروس الذين لن يستطيعوا بدورهم إنقاذه.

ورفض الجبير حديث رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف عن حرب عالمية ثالثة في سوريا، وقال "إذا كان مدفيدف متخوفا من أن يؤدي انتصار التحالف الدولي على تنظيم الدولة إلى سقوط الأسد فهذه قصة أخرى".

وأكد أنه لا يعتقد أن سوريا ستشعل حربا عالمية ثالثة، وأن السعودية أوضحت أنها تستهدف من إرسال قوات برية إلى سوريا مساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وخير رأس الدبلوماسية السعودية إيران بين الدولة أو الثورة، واعتبر أن استمرار "السياسة العدوانية الإيرانية المتواصلة منذ 35 عاما" سيواصل الإضرار بالمنطقة، رافضا اتهامات طهران لبلاده بدعم تنظيم الدولة وجبهة النصرة.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن "طهران تأوي إرهابيي تنظيم القاعدة وتساعدهم في عملياتهم"، وأن إيران لم تتعرض لهجوم واحد من تنظيمي القاعدة والدولة.

المصدر : الجزيرة