المعارضة: تصعيد النظام بحلب يهدد المفاوضات

مؤتمر صحفي لوفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف
حذر وفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف من أن هجوم قوات النظام على حلب وريفها يهدد المباحثات الجارية، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل "لوقف المذبحة" والبدء بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2254 المتعلق بالنواحي الإنسانية. من جانبه، اعتبر رئيس وفد النظام أن المحادثات ما تزال في مرحلة تحضيرية.

وفي مؤتمر صحفي عقدته المعارضة في جنيف، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض نعسان أغا إن النظام السوري وروسيا وإيران يشنون حملة من القصف والقتل العشوائي على حلب وريفها وعلى نحو لم يحدث طوال الخمس سنوات الماضية.

وأشار آغا إلى أن النظام وحلفاءه بدل القيام برفع الحصار عن البلدات الصغيرة وسعوا حصارهم ليشمل مدينة كبيرة وواحدة من أقدم المدن في التاريخ، وهي حلب التي كان يعيش فيها نحو خمسة ملايين نسمة قبل التهجير لتعزل وتحاصر بشكل غير مسبوق.

وجدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات القول إن المعارضة استجابت لنداء المجتمع الدولي وجاءت إلى جنيف لوقف طوفان الدم والبدء بعملية سلام رغم الجراح والمأساة، لكنها قوبلت بالتصعيد والقتل العشوائي للمدنيين.

وطالب آغا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، موجها صيحة إنذار للمجتمع الدولي ليقف في وجه النظام ويصرخ "كفانا قتلا للشعب السوري" ويضغط على النظام ليوقف القصف وقتل الأطفال والتجويع وينهي الحصار ويطلق السجناء.

واعتبر أن تصعيد النظام إما استهزاء بما يحصل بجنيف أو عدم احترام للاتفاق الدولي بشأن بدء مباحثات للحل السياسي في سوريا وتطبيق القرار رقم 2254.

من جانبها، قالت عضوة الوفد المعارضة فرح أتاسي إن حقوق الشعب السوري بوقف القصف ورفع الحصار وإطلاق المعتقلين ليست قابلة للتفاوض وفق ما أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال لقائه الوفد المعارض، وبالتالي تطالب المعارضة بالتنفيذ الفوري لهذا القرار قبل البدء بأية عملية تفاوض.

كما أكد عضو الوفد منذر ماخوس أن وفد المعارضة هو الذي يمثل الشعب السوري ومعاناته،  وانبثق بناء على قرار دولي طلب من السعودية لاحتضان مؤتمر المعارضة يؤكد على مشروعيتها الكاملة في تمثيلها للشعب السوري بموافقة روسيا. 

موقف النظام
وجاء موقف المعارضة بشأن وفدها ردا على تصريح رئيس وفد النظام إلى مباحثات جنيف بشار الجعفري الذي أعلن عقب لقائه دي ميستورا أن الوفد لا يعلم من هي الشخصيات التي ستمثل المعارضة.  وطلب الجعفري معرفة أسماء المشاركين كما طالب بما سماه الإعداد الجيد للمحادثات غير المباشرة قبل انطلاقها.   

وقال الجعفري "ما زلنا في إطار الإجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، وما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحا حتى الآن".

وبدأ دي ميستورا ظهر اليوم لقاء مع وفد النظام في إطار محادثات جنيف غير المباشرة الرامية إلى حل الأزمة. ومن المتوقع أن يَنقل وفد النظام موقفه من الشروط التي وضعها وفد المعارضة في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية لبدء المحادثات.

وليس معروفا ما إذا كان وفد المعارضة سيلتقي دي ميستورا بعد هذه التطورات، وكان كبير المفاوضين بوفد المعارضة محمد علوش قال اليوم الثلاثاء إنه ليس متفائلا تجاه آفاق محادثات السلام المنعقدة في جنيف.

وأكد علوش-وهو عضو المكتب السياسي في تنظيم جيش الإسلام– للصحفيين في جنيف أن الوضع على الأرض لم يتغير وأنه لا يشعر بالتفاؤل ما دام الأمر على هذا الحال، مشيرا إلى أن الحكومة لم تبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل.

ويأتي كلام علوش بعد تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء، قال فيه إن جماعتي جيش الإسلام وأحرار الشام ستشاركان في محادثات جنيف على أساس منفرد، لكن هذا "لا يعني أنهما جماعتان شرعيتان وليستا إرهابيتين".

من جانبها، قالت حركة أحرار الشام التابعة للمعارضة المسلحة -ردا على تصريحات لافروف- إنها لا تنتظر موافقة من موسكو للمشاركة بالمحادثات, وأشارت إلى أنها تعتبر روسيا دولة محتلة للأراضي السورية ومرتكبة لجرائم بحق الشعب السوري.

وأضافت الحركة أن المحادثات الحالية لا تحقق الشروط الدنيا المطلوبة، وأنها ترى أن أي تفاوض مع النظام هو لإنهاء وجوده وتخفيف معاناة السوريين.

المصدر : الجزيرة + وكالات