المعارضة السورية: اتفاق جديد لإجلاء محاصري حلب

قال مسؤول التفاوض في المعارضة السورية المسلحة الفاروق أبو بكر إنه تم التوصل إلى اتفاق جديد مع النظام السوري وروسيا لإجلاء المدنيين من حلب المحاصرة، وأوضح أن عملية الإجلاء ستبدأ في ساعات الصباح الأولى من اليوم الأحد.  

وأشار أبو بكر -وهو قيادي في حركة أحرار الشام– إلى أن الاتفاق الجديد للإجلاء الكامل من حلب سيتم مقابل إجلاء عدد متفق عليه من الأشخاص من بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، ومضايا  والزبداني المحاصرتين من قبل مليشيا حزب الله اللبناني بريف دمشق.

من جهتها أشارت شبكة شام نقلا عن مصدر بالمفاوضات، إلى أن المفاوضات الجارية حاليا لإخراج مدنيي حلب قد تجاوزت العقبات التي شابتها بسبب تدخل إيران. وأكد المصدر أن القوافل ستتحرك باتجاه أحياء حلب المحاصرة لمواصلة إخلائها.

وكان أبو بكر قال إن إيران أصرت على البدء بإخراج الجرحى والأعداد المتفق عليها من كفريا والفوعة -اللتين يحاصرهما جيش الفتح– ووصولها إلى مناطق النظام، قبل البدء في إجلاء أهالي حلب، وقبل خروج جرحى بلدتي مضايا والزبداني اللتين يحاصرهما حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري في ريف دمشق الغربي.

وفي وقت سابق السبت قال أبو بكر في تصريح للجزيرة إن المعارضة تطالب بوجود الأمم المتحدة كضمانة دولية أثناء تنفيذ الاتفاق.

من جهته قال رئيس الجناح السياسي لحركة أحرار الشام منير السيال إن إيران ترهن استكمال عمليات الإجلاء من حلب بخروج أشخاص من الفوعة وكفريا في ريف إدلب.

وكان مراسل الجزيرة أمير العباد قال إن الإيرانيين يتحدثون عن ضرورة خروج 1500 شخص من الفوعة وكفريا مقابل 200 من مضايا والزبداني، قبل السماح باستئناف إجلاء المحاصرين في حلب.

وأفادت تقارير بأن إيران والمليشيات الموالية لها -بينها حزب الله اللبناني- يشترطون خروح 4000 من البلدتين المحاصرتين في إدلب، بينما وافقت المعارضة على خروج 400 فقط. وقد قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن نحو ثلاثين حافلة توجهت إلى الفوعة وكفريا لإجلاء عدد من المدنيين.

وكانت إيران والمليشيات قد أسقطوا اتفاقين سابقين، واعترضوا الجمعة دفعة من المهجرين في معبر الراموسة جنوب غربي حلب، وقتلوا خمسة على الأقل منهم. وقال مراسلو الجزيرة إنه لم تتواجد يوم السبت أي من فرق الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر في معبر الراموسة، حيث يفترض أن تشرف على خروج دفعات من المحاصرين.

انتظار قاسٍ
وما يزال آلاف المدنيين عالقين في شرق المدينة بعد توقف عملية الإجلاء، وسط أوضاع إنسانية صعبة، وبينهم جرحى وأطفال. وقد حصلت الجزيرة على صور تظهر جانبا من الحياة في الأحياء المحاصرة شرقي حلب.

وتظهر الصور عائلات سورية وقد تجمعت في الأحياء والشوارع تنتظر استئناف عملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة إلى ريف حلب الغربي. وقالت مصادر للجزيرة إن درجات الحرارة المنخفضة تزيد من صعوبة الأوضاع التي تعيشها الأسر في ظل نقص حاد في متطلبات الحياة.

بدوره قال الصليب الأحمر الدولي إن آلاف المحاصرين انتظروا مساء الجمعة وسط البرد القارس عند خطوط المواجهة شرقي حلب، أملا في إجلائهم.

وأكد مراسلو الجزيرة أنه لا يزال نحو أربعين ألفا -بينهم ثمانمئة جريح- في أحياء حلب المحاصرة، وهو الرقم نفسه الذي ذكرته الأمم المتحدة التي تقول إن من بين هؤلاء ما بين 1500 و5000 مقاتل مع عائلاتهم.

ولا يوجد سوى طبيبين في المناطق المحاصرة، وهو ما يصعب عملية إسعاف الجرحى الذين نقل منهم تسعون فقط نحو تركيا في اليومين الماضيين.

المصدر : الجزيرة