منظمات دولية تطالب بإجلاء طبي عاجل شرقي حلب

دعت منظمات دولية إلى إجلاء طبي للمرضى والمصابين من شرقي مدينة حلب بأسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن النقص الحاد في الإمكانيات الطبية في آخر المشافي الموجودة هناك، يشكل خطرا على حياتهم.

وقالت منظمة الصحة العالمية السبت في بيان أنه من الضروري استئناف الإجلاء الطبي للمرضى والمصابين من شرقي مدينة حلب في أسرع وقت ممكن، بعد نقل قرابة مئتي مريض بأمان إلى المستشفيات غربي ريف المدينة وإدلب وتركيا.

وأضافت المنظمة أن "كافة عمليات الإجلاء توقفت هذا الصباح، وطلب منهم مغادرة المنطقة، مما أدى إلى ترك العديد من الناس من أكثر المحتاجين إلى الرعاية الطبية، وتقطعت بهم السبل".

وتدعم منظمة الصحة العالمية الإجلاء الطبي جنبا إلى جنب مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري، ودعت جميع الأطراف في النزاع إلى استئناف إجلاء المرضى المصابين والمرضى المحاصرين في شرق حلب، مع ضمان سلامة جميع العاملين في مجال الصحة.

من جهتها دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المتحاربة في سوريا إلى الموافقة سريعا على خطة لإجلاء السكان من شرق حلب وتوفير ضمانات سلامة كافية، وذلك بعد يوم من توقف عمليات الإجلاء.

وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر بسوريا ماريان جاسر في بيان من حلب "نحن على استعداد لاستئناف عمليات الإجلاء وفقا لتفويضنا الإنساني، ولكننا نتوقع الآن من جميع الأطراف على الأرض أن تقدم لنا ضمانات قوية من أجل استمرار هذه العملية".

وأكدت اللجنة أن آلاف الأشخاص -بينهم نساء وأطفال ومرضى ومصابون- ما زالوا باقين يعانون البرد والخوف في انتظار استئناف عمليات الإجلاء، وأكدت أنها تمكنت من إجلاء نحو عشرة آلاف شخص، كثير منهم يعانون ظروفا صحية حرجة.

من جهته، طالب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان بالسماح لكل المدنيين بمغادرة شرقي حلب، مشددا على عدم تحويلهم إلى رهائن للمفاوضات.

وقال غراندي إن هناك خطرا كبيرا إذا تكرر هذا النزوح والمعاناة في مناطق أخرى وفي معارك أخرى، مؤكدا أنه من أجل حماية المدنيين يجب وقف الحرب في كل سوريا الآن ودون تأخير.

حالات حرجة
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد السبت بأن عدة مناشدات صدرت من داخل حلب لإنقاذ مئة جريح بحاجة إلى إجلاء عاجل من المدينة، في ظل نقص حاد بالإمكانات الطبية في آخر المشافي الميدانية شرقي المدينة.

وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة تكدس الجرحى في المشفى الذي قال الناشطون إنه آخر مكان يمكنه استقبال الجرحى، مع وجود أكثر من أربعين ألف شخص محاصرين شرق حلب.

وقد بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر فرار المدنيين الخارجين من أحياء حلب الشرقية المحاصرة بعد استهداف مليشيا حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية حافلات المهجّرين.

وأشارت عدة تقارير إلى أن هناك حالات إطلاق نار كثيرة لم توثق، وأن عددا كبيرا من المدنيين أصيبوا، دون أن يعرف العالم بما جرى لهم لأنه لا يوجد مراقبون محايدون على الأرض.

وكانت المعارضة السورية وروسيا قد توصلتا الثلاثاء الماضي -بوساطة تركية- إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب، يفضي إلى إجلاء جميع المحاصرين في المدينة، إلا أن النظام والتنظيمات الإرهابية الأجنبية الموالية له خرقت الاتفاق.

المصدر : الجزيرة + وكالات