تدهور إنساني غير مسبوق شرقي حلب

تدهور الوضع الإنساني في أحياء حلب المحاصرة بشكل غير مسبوق مع نزوح آلاف المدنيين ونفاد مخزونات الغذاء والوقود، وسط زحف قوات النظام السوري باتجاه ما تبقى بيد المعارضة السورية المسلحة، في حين اكتفت الأمم المتحدة بالتعبير مجددا عن قلقها من تفاقم الأوضاع واشتداد القصف.

ودفع اجتياح قوات النظام السوري أحياء مساكن هنانو والصاخور والحيدرية والشيخ خضر وجبل بدورو، وسيطرة الأكراد على حيي بستان الباشا والشيخ فارس (شمال شرقي المدينة) نحو عشرة آلاف مدني إلى النزوح.

وتوجه قسم من هؤلاء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وفرّ آخرون إلى الأحياء المتبقية بيد المعارضة، بينما سلم البعض أنفسهم لقوات النظام السوري، وأفاد سكان بأن بعض أقاربهم تعرضوا للتصفية بعد تسليم أنفسهم.

وكانت قوات النظام تساندها مليشيات أجنبية بدأت قبل أسبوعين هجوما واسعا من عدة محاور على أحياء حلب المحاصرة، وسط قصف جوي أسفر عن مقتل ما يصل إلى سبعمئة مدني، يذكر أن الأحياء المحاصرة كانت تضم قبل هذا الهجوم الكبير 275 ألف مدني، وفقا للأمم المتحدة.

وضع كارثي
ووصف الدفاع المدني أمس الوضع في المناطق المحاصرة بالكارثي، وأعلنها منكوبة بالكامل، كما أكد أن كميات الوقود التي يستعملها لتسيير عرباته التي تتولى إسعاف المدنيين ستنفد خلال يومين.

وفي الوقت نفسه، حذرت منظمات دولية ومحلية من أن مخزونات الغذاء بصدد النفاد، خاصة أنه لم تدخل المناطق المحاصرة أي مساعدات منذ الصيف الماضي.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس إن الأمم المتحدة تدعو كل الأطراف لحماية المدنيين، ووقف القصف العشوائي حتى تتمكن من إدخال المساعدات.

وأضاف "الأمم المتحدة قلقة بشدة حول القتل المركز في شرق حلب والقصف العشوائي الجوي خلال الأيام الماضية، وهو ما أدى إلى تسجيل مقتل وجرح كثير من المدنيين، وأطلق العنان لنزوح آلاف آخرين إلى غرب حلب وداخليا ضمن شرق حلب وإلى حي الشيخ مقصود".

وتابع أن الأوضاع لا تزال حساسة ومتحركة في الأحياء الشرقية للمدينة، وقال إن نحو 270 ألف مدني في أمس الحاجة للمساعدات الغذائية التي لم تصلهم منذ يوليو/تموز الماضي.

كما قال إن انقطاع المساعدات منذ ذلك الوقت يحوّل شرق حلب إلى مدينة دون طعام. يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن المعارضة السورية المسلحة وافقت على إدخال قوافل مساعدات إلى حلب، في حين لم تتلق بعدُ جوابا من النظام السوري وروسيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات