انقسام روسي غربي بشأن سوريا وانتقادات عربية لمصر

أحدث الاستخدام الروسي لحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن ضد قرار فرنسي لوقف القتال في حلب، انقساما بين الغرب وروسيا التي فشلت في تمرير قرارها هي الأخرى في المجلس بشأن سوريا، وسط انتقادات عربية لمصر التي ساندت القرارين.

واستخدمت موسكو أمس السبت الفيتو ضد مشروع فرنسي إسباني مشترك يتضمن إيقافا فوريا للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية، ودعوة إلى هدنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا.

وحصل المشروع الفرنسي على موافقة 11 صوتا بينما امتنعت الصين وأنغولا عن التصويت، وانضمت فنزويلا إلى روسيا في التصويت ضده.

وعقب ذلك، فشلت روسيا في الحصول على دعم دولي لمشروع قرار قدمته إلى المجلس بشأن حلب، حيث رفضته تسع دول، بينما امتنعت دولتان عن التصويت.

وقال دبلوماسي في مجلس الأمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن القرار الروسي "في شكله يحتوي على العديد من التعابير البناءة المستمدة من قرارات سابقة ومن نص القرار الفرنسي، لكن النقطة الأساسية هي أنه لا يدعو إلى وقف القصف الجوي".

مواقف غربية
وفي إطار المواقف الغربية من الفيتو الروسي، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن موقف روسيا في مجلس الأمن الدولي مؤسف جدا.

وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن فرنسا ستواصل التحرك في مختلف الهيئات الدولية ووكالات الأمم المتحدة، من أجل إيصال صوت الشعب السوري لأنه الضحية الأولى لأعمال العنف.

من جانبه قال ديفد بريسمان نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن إن "روسيا أصبحت من المتعهدين الرئيسيين للإرهاب في حلب، مع استخدامها تكتيكات مقترنة في العادة بقطاع الطرق أكثر من الحكومات".

أما بريطانيا فاعتبرت أن مشروع القرار الروسي يكشف عدم قيام موسكو بمسؤولياتها، مشيرة إلى أن ما يحدث في حلب يعتبر استهانة بالكرامة الإنسانية.

وحذر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت -قبيل التصويت- من أنه سيكون "يوما سيئا لروسيا لكن أكثر سوءا لسكان حلب، لأن المجلس ما دام غير متحد فإنه لن تكون هناك نهاية لهذه الحرب".

أما سفير أنغولا لدى الأمم المتحدة إسماعيل جاسبر مارتينيز، فقال إن بلاده امتنعت عن التصويت على المشروعين لأنها لم تشأ أن تستدرج إلى السجالات بين الولايات المتحدة وروسيا.

انتقادات لمصر
وفي الأثناء، انتقدت السعودية وقطر تصويت مصر في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار الروسي بشأن الوضع في سوريا الذي لم يلق تأييدا إلا من أربع دول.

فقد وصف المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تأييد مصر للقرار الروسي بالمؤلم، وقال إن من المؤسف أن يكون موقف السنغال وماليزيا في مجلس الأمن أقرب إلى الموقف العربي من موقف مصر.

وأضاف أنه يرثي لتلك الدول التي صوتت لصالح القرار الروسي.

من جهتها وصفت مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بالمؤسف.

وقالت إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا الفيتو للمرة الخامسة.

المصدر : الجزيرة + وكالات