مؤتمر "الجيش والسياسة" يختتم أعماله بالدوحة

صورة للمشاركين في مؤتمر الجيش والسياسة في مرحلة التحول الديمقراطي في الوطن العربي 2016
المؤتمر ناقش على مدى ثلاثة أيام علاقة المؤسسة العسكرية في البلدان العربية بالسياسة والسلطة (الجزيرة)
اختتم مؤتمر "الجيش والسياسة في مرحلة التحول الديمقراطي في الوطن العربي" اليوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة، وقد تناول المؤتمر حالات عربية عدة تدخل فيها الجيش في السياسة، منتهيا إلى محاولة استخلاص دروس محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة في تركيا.

وشارك في جلسات المؤتمر التي عقدت على مدى ثلاثة أيام أكثر من ستين باحثا من الوطن العربي وخارجه.

وأبرز المشاركون في المؤتمر الإشكالات النظرية التي تطرحها علاقة المؤسسة العسكرية في البلدان العربية بالسياسة والسلطة، وقدمت أوراق بحث قراءة معمقة لحالات عربية من التدخل المباشر للعسكر في الحكم، خاصة عبر الانقلابات.

وتطرقت جلسات اليوم الأخير من المؤتمر للحديث عن "المؤسسة العسكرية العراقية ودورها السياسي بين التاريخ والراهن"، و"مشكلات العلاقة بين الجيش والانتقال الديمقراطي في بلدان المغرب العربي" وناقش المشاركون فيها حالتي موريتانيا والمغرب.

كما ناقش المؤتمرون علاقة الجيش بالسياسة في الحالة المصرية، وتناولت الخطاب السياسي للعسكر في مصر من الثورة إلى الانقلاب، وأبعاد تدخل الجيش المصري في العملية السياسية بعد ثورة 25 يناير 2011، ودور الجيش في إفراغ قيمة الفراغ العام في مدن الربيع العربي. وخصصت جلسة أخرى لمناقشة الانقلابات السودانية وأبعادها السياسية.

‪الجلسة الأخيرة ناقشت مقاومة الانقلابات في الديمقراطيات الفتيّة في ضوء الانقلاب التركي الأخير‬  (الجزيرة)
‪الجلسة الأخيرة ناقشت مقاومة الانقلابات في الديمقراطيات الفتيّة في ضوء الانقلاب التركي الأخير‬ (الجزيرة)

وخصصت الجلسة الأخيرة من المؤتمر لمناقشة "مقاومة الانقلابات في الديمقراطيات الفتيّة في ضوء الانقلاب التركي الأخير"، أبرزت دور وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في إحداث الفرق والمساهمة في إفشال الانقلاب.

كما سلطت الضوء على الإجراءات التي اتخذتها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان ومست تركيبة وتنظيم القوات المسلحة لترسم معالم "تحوّل" فعلي للجيش التركي.

وكان المفكر ومدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة قد افتتح المؤتمر السبت الماضي بمحاضرة تضمنت تحليلا لما هو قائم من علاقة بين الجيش والسياسة "ليس بوصفها خطأ أو عارضا من عوارض الابتلاء العربي، بل نتاجا لمراحل تاريخية، وطبيعة الدولة العربية وصيرورة نشوئها وبنيتها، والبنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية".

وأوضح بشارة أنه لا يوجد جيش بعيد عن السياسة بحكم تعريفه، فالجيش يتعامل يوميا مع شؤون الحرب والدفاع، وقضايا أخرى يطلق منها "الأمن القومي"، وتتراوح بين شؤون عسكرية محضة، ومسائل متعلقة بالسياسة والاقتصاد والاجتماع، مضيفا أن هذه العلاقة بين الجيش والسياسة قائمة في الدول الديمقراطية، غير أن الحالة التي يدرسها المؤتمر هي تطلّع الجيش إلى السياسة بمعناها الضيق، أي ممارسة الحكم، والاستيلاء عليه، أو المشاركة فيه.

كما حدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس زولتان براني المبادئ الرئيسية التي تمنح أي جيش صفة "الديمقراطي"، رغم أن هذه الصفة لا تتفق تماما مع طبيعة تنظيم الجيوش داخليا، موضحا أن الجيوش الديمقراطية هي التي تقبل الحكم الديمقراطي وتسانده وتحميه.

يُذكر أن المؤتمر السنوي العلمي لقضايا التحول الديمقراطي عُقدت منه أربع دورات خلال الأعوام السابقة، ناقشت "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي.. تجارب واتجاهات"، و"الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي.. مسائل المواطنة والدولة والأمة"، و"المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير"، و"العنف والسياسة في المجتمعات العربية".

المصدر : الجزيرة