البشير: سودان جديد بلا قبليّة
أكد الرئيس السوداني عمر البشير على رفع خانة القبيلة من الوثائق الرسمية، واعدا بـ"سودان جديد بلا قبلية"، مجددا دعوة معارضيه للتوقيع على توصيات الحوار الوطني التي تمت المصادقة عليها أمس الاثنين.
وخلال حديثه، جدد الرئيس السوداني دعوة معارضيه للتوقيع على توصيات الحوار الوطني، قائلا إن من لم يفعل ذلك سيكون "ضد الشعب"، وتابع "من أتى مسالما أهلا وسهلا، ومن لم يأتِ سنصل إليه في الغابة".
ويعتبر "إلغاء خانة القبيلة" من الأوراق الرسمية واحدة من أبرز توصيات الحوار الوطني، الذي قاطعته فصائل المعارضة الرئيسية إضافة للمجموعات التي تحمل السلاح ضد الحكومة.
ومحور الهوية واحد من ستة محاور ناقشتها جلسات الحوار الوطني، حيث يربط كثيرون بينها وبين الحروب الأهلية المستمرة في السودان منذ استقلاله عن الحكم البريطاني عام 1956.
وينحدر غالبية مقاتلي الحركات التي تحارب الحكومة في إقليم دارفور غربي السودان وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق جنوبا، من إثنيات أفريقية، ويتهمون الحكومة بتهميش مناطقهم لصالح المجموعات المتحدرة من أصول عربية، في وقت تنفي الحكومة ذلك وتتهم بالمقابل الحركات بخوض حرب عنصرية.
كما أعلن الرئيس السوداني تمديد وقف إطلاق النار لشهرين في ثلاث مناطق تشهد نزاعات بين القوات الحكومية والمتمردين، وهي دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
الحوار الوطني
وتعود مبادرة البشير للحوار إلى مطلع 2014، لكن جلساته بدأت فعليا في أكتوبر/تشرين الأول 2016، واقتصرت المشاركة فيها على أحزاب متحالفة أصلا مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وقاطعت فصائل المعارضة مبادرة البشير بعد رفضه شروطها، وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين والمحكومين السياسيين وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وآلية مستقلة لإدارة الحوار.
ولم تفلح جهود متصلة لأكثر من عامين قادها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي في تفويض من الاتحاد الأفريقي في إلحاق المعارضة بالحوار، وآخر هذه الجهود حمّلت الطرفين على توقيع "خريطة طريق"، عُقدت بناءً عليها مفاوضات بين الحكومة والحركات المتمردة في أغسطس/آب الماضي قبل أن تُعلق لأجل غير مسمى.
والثلاثاء الماضي، قال زعيم حزب الأمة القومي -أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد- الصادق المهدي إن فصائل المعارضة "موحدة في موقفها، وترفض الانخراط في حوار النظام وحلفائه، وملتزمة بالحوار الشامل عبر خريطة الطريق وإشراف الآلية الأفريقية".