الاحتلال يهدم منزل أسير فلسطيني بنابلس

فلسطين- الضفة الغربية- نابلس- اكتوبر 2016- مواطنون يتفقدون منزل الاسير عليوي المهدم- جيش الاحتلال هدم المنزل يدويا وبمعدات ضخمة-تصوير عاطف دغلس- الجزيرة نت2
الاحتلال يهدم منزل الأسير عليوي رغم الإثباتات بأنه لا يمتلكه (الجزيرة نت)
عاطف دغلس-نابلس

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الأسير أمجد عليوي من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية فجر اليوم الثلاثاء عقب اقتحامها بعشرات الآليات العسكرية وأكثر من مئة جندي، بدعوى أن عليوي هو "العقل المدبر" لعملية "إيتمار" قبل عام من الآن.

وحاصرت هذه القوات حي خلة الإيمان بمنطقة الجبل الشمالي بالمدينة، وأخلت سكان البناية التي تقطنها عائلة عليوي واحتجزتهم داخل غرفة في أسفل البناية.

وقال صلاح عليوي شقيق الأسير أمجد إن قوات كبيرة من جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة اقتحمت بنايتهم المكونة من سبعة طوابق، وأخلت جميع سكانها من النساء والأطفال والمسنين الذين يبلغ عددهم مئة شخص واحتجزتهم داخل الغرفة تمهيدا لهدم منزل شقيقه الأسير.

وأضاف أن الجنود أخلوهم من البناية وسلموهم قرار الهدم قبل أن يأخذوا قياسات منزل الأسير أمجد الكائن بالطابق الثاني من البناية، ويهدموه يدويا عبر معاول ومطارق ضخمة تعرف بـ"المهدات"، ليشردوا بذلك زوجته وثمانية من أطفاله.

وأوضح أن محاكم الاحتلال كانت ترفض طلبهم بمنع هدم المنزل رغم أنهم قدموا أوراقا تثبت عدم ملكية الأسير له، وقال إنه وبعد عدة جلسات وصلهم قبل أسبوع قرار المحكمة العليا القاضي برفض الاستئناف المقدم من طرفهم وهدم المنزل "دون إعطاء أية مهلة".

وتتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير عليوي، الذي حكم بالسجن المؤبد مرتين وثلاثين عاما إضافيا، بتشكيل خلايا عسكرية تابعة لعز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤول عن تخطيط وتدبير عمليات مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكانت عملية "إيتمار" آخرها.

وذكر وجدي عليوي شقيق الأسير أمجد أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال الذي عزّز وجوده بجنود آخرين، وأن شابا أصيب بالرصاص المطاطي، بينما أصيبت زوجة شقيقه الأكبر بالاختناق بالغاز المدمع الذي أطلقه الجنود خلال المواجهات.

‪إسرائيل تتهم الأسير عليوي بأنه العقل المدبر لعملية إيتمار‬ (الجزيرة نت)
‪إسرائيل تتهم الأسير عليوي بأنه العقل المدبر لعملية إيتمار‬ (الجزيرة نت)

عملية ثأر
وكان خمسة شبان فلسطينيين من مدينة نابلس قد أقدموا مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي على تنفيذ عملية إطلاق نار على مركبة إسرائيلية وقتل مستوطن وزوجته قرب مستوطنة إيتمار الجاثمة على أراضي بلدة بيت فوريك والقرى المجاورة شرق نابلس.

واعترف المتهمون الخمسة الذين هدم الاحتلال منازلهم أيضا، بأن عمليتهم جاءت ثأرا لمجزرة دوما بحق عائلة الشهيد سعد دوابشة وزوجته إيمان ورضيعه علي الذين أحرقهم المستوطنون أواخر يوليو/تموز 2015 داخل منزلهم في قرية دوما جنوب نابلس، مما أدى لاستشهادهم جميعا وإصابة طفلهم أحمد بحروق خطرة.

من جهتها استنكرت فصائل العمل الوطني والإسلامي بمدينة نابلس هدم منزل الأسير عليوي، ودعا ناشطون لدعم العائلة وإعمار منزلها كما جرى مع عائلات الأسرى الخمسة قبل أشهر قليلة.

وهدمت إسرائيل منذ مطلع انتفاضة القدس قبل عام أكثر من نحو ثلاثين منزلا تعود لمقاومين فلسطينيين نفذوا عمليات ضد أهداف إسرائيلية عقابا جماعيا لذويهم، إلا أنه أعيد بناء معظم هذه المنازل بدعم محلي من المواطنين عبر حملات شعبية أطلقت بمعظم المدن الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة