روسيا تكثف غاراتها على حلب الشرقية وتدمر مستشفى

أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن الطيران الروسي شن غارات مكثفة على أحياء المدينة فجر اليوم الأحد. وقد دمر القصف الروسي أمس السبت أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك للمرة الثانية خلال أربعة أيام.
 
وأشار المراسل عمرو حلبي إلى مقتل ستة أشخاص في قصف طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري على الأحياء المحاصرة في حلب
 
وأوضح أن القصف تركز على أحياء الهلك والشيخ فارس والصاخور، وتزامنت الغارات مع محاولات من قوات النظام للتقدم على أكثر من جبهة داخل المدينة وشمالها، لكن قوات المعارضة تصدت للهجمات واستعادت كافة النقاط التي خسرتها وفق ما ذكرته مصادرها.
 
واستهدف قصف طيران النظام السوري وروسيا أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية لحلب، وأفاد
مراسل الجزيرة بأن شخصين قتلا وجرح آخرون بعد استهداف مقاتلات حربية روسية وسورية مستشفى الصاخور الميداني وسط حلب، مما أدى إلى تدمير أجزاء من المستشفى وتعطله تماما.
 
وأفادت مصادر محلية في المدينة بأن المستشفى كان يستقبل المرضى والجرحى في حي الصاخور والأحياء المجاورة، وكان يضم أكثر من عشرين سريرا.

وتعرض المستشفى نفسه ومستشفى آخر تدعمه الجمعية الطبية -ومقرها الولايات المتحدة– لضربات جوية الأربعاء الماضي، أدت إلى توقف الخدمة فيهما مؤقتا. ويعد المستشفيان هما الأكبرين في أحياء حلب الشرقية ويستقبلان الإصابات الخطرة.

وحصلت الجزيرة على تسجيل للحظات الأولى لهذه الغارات، تبدو فيه حالة الفوضى التي سادت المستشفى وأجواء الهلع بين المرضى وذويهم. كما بَث ناشطون صورا تظهر نساء يبكين مريضا قتل في الغارات الروسية على مستشفى حي الصاخور.

ومنذ إعلان قوات النظام في 22 سبتمبر/أيلول الماضي بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، تتعرض المنطقة لغارات كثيفة لم تسلم منها المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بالمنطقة في ظل نقص كبير بالطواقم والمعدات، الأمر الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء الماضي بأنه "جريمة حرب".

ودعت منظمة أطباء بلا حدود -الجمعة- إلى وقف "حمام الدم" في حلب غداة تنبيه منظمة الصحة العالمية إلى أن المرافق الطبية في شرق حلب على وشك "التدمير الكامل".

اشتباكات ومعارك
من جانب آخر، تجددت الاشتباكات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية وغطاء جوي روسي في حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا.

وقالت جبهة فتح الشام إنها استعادت السيطرة على جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام صباح الجمعة في حي بستان الباشا، وأشارت إلى أنها قتلت أكثر من عشرين عنصرا من تلك القوات.

وكانت جبهة فتح الشام قالت إنها صدت محاولة من قوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية وغطاء جوي روسي للتقدم نحو محطة مياه سليمان الحلبي، وكبدتها والمليشيات الداعمة لها خسائر كبيرة.

وفي دير الزور، قالت مصادر محلية سورية إن طائرات التحالف الدولي استهدفت جسرا في ريف دير الزور الغربي مما أدى إلى تدميره بالكامل.

وبذلك يصبح عدد الجسور التي دمرتها الطائرات التابعة للتحالف الدولي وروسيا خلال خمسة أيام سبعة جسور. وأضافت المصادر أن تدمير هذه الجسور سيؤدي إلى صعوبة كبيرة في تنقل المدنيين بين مناطق المحافظة وبلداتها، ويرفع تكلفة نقل البضائع والأشخاص، حيث يتم اللجوء لاستخدام الزوارق في عبور نهر الفرات وروافده.

وفي ريف دمشق، أفاد مراسل الجزيرة بأن ستة أشخاص قتلوا وجرح آخرون إثر قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري على بلدة المقيلبية بريف دمشق الغربي.

وأضاف المراسل أن القصف تسبب كذلك في دمار كبير لحق بالمباني الموجودة في موقع التفجير داخل البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وفي تطور آخر، قال تنظيم الدولة الإسلامية إن مقاتليه هاجموا رتلا للمعارضة السورية المسلحة يضم نحو 65 عربة مزودة بمدافع رشاشة، كان في طريقه من الأراضي الأردنية إلى القلمون الشرقي بريف دمشق.

وأضاف التنظيم أنه أجبر الرتل على العودة إلى الأراضي الأردنية. في المقابل قالت المعارضة المسلحة إن التنظيم استقدم تعزيزات إلى مواقعه في بادية الحماد وحاول التقدم إلى مواقعها في القلمون الشرقي، وأوضحت أن مقاتليها تمكنوا من صد الهجوم.

المصدر : الجزيرة + وكالات