40 ألفا في مضايا على شفا الموت جوعا

قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن سكان مدينة مضايا بريف دمشق، البالغ عددهم 42 ألفا، هم على شفا الموت جوعا، بينما طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية للمدينة المحاصرة.

وأضاف حق -في مقابلة مع الجزيرة– أن المنظمة الدولية تحاول الوصول إلى السكان، مؤكدا أنه وفقا للقانون الإنساني الدولي فإنه لا يحق لأي نظام أن يجبر المدنيين على الاستسلام عن طريق تجويعهم.

أما المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة روبرت كولفيل فقد وصف الوضع بمضايا بأنه "مروع"، مشيرا إلى إنه من الصعب التأكد من حجم المعاناة فيها بسبب الحصار.

من جهتها، طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدينة، وبإجلاء فوري للمرضى من المدينة، وقالت إن ذلك هو الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الكارثي فيها.

الحصار والبرد أوديا بحياة 23 من سكان مضايا (الجزيرة)
الحصار والبرد أوديا بحياة 23 من سكان مضايا (الجزيرة)

حصار وبرد
وأكدت المنظمة أن الآلاف داخل مضايا محرومون من أدنى مقومات الحياة، وأن الحصار والبرد القارص أوديا بحياة 23 شخصا، نصفهم من الأطفال والمسنين، منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشددة على أن المدينة هي سجن مفتوح.

كما سجلت مصادر طبية وصول نحو خمسين حالة إغماء يومياً إلى المراكز الطبية بسبب نقص التغذية، بينما يستمر تجويع الأهالي بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام وحزب الله اللبناني.

من ناحيته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 13 شخصا حاولوا الهرب بحثا عن الطعام، قتلوا بعد أن داسوا على ألغام زرعتها قوات النظام أو برصاص قناصة.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية قال -في بيان- إن الحكومة السورية وافقت على السماح بوصول المساعدات إلى مضايا وكفريا والفوعة، مضيفا أن الاستعدادات جارية لتحضير القوافل وإيصالها خلال أيام.

دعوات إسلامية
وكانت رابطة علماء المسلمين والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية دعتا الدول الإسلامية حكومات وشعوبا إلى الإسراع لنصرة وإغاثة أهالي مضايا، واعتبرتا أن "الصمت العالمي على تلك الجريمة عار يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية".

وفي سياق متصل، تظاهر العشرات من أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مطالبين بوقف -ما وصفوه- القتل الجماعي للمسنين والأطفال باستخدام سلاح التجويع من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني في بلدة مضايا، منددين بما قالوا إنه تواطؤ للمجتمع الدولي، وازدواجية في معاييره تجاه ما يجري في سوريا.

وفي ظل انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، يلجأ الأهالي المحاصرين في المدينة إلى تناول الماء مع البهارات والملح، بينما تغص المشافي بالأطفال والمرضى، جراء سوء التغذية. وتسبب الحصار المفروض على المدينة في ارتفاع كبير للأسعار، إذ بلغ سعر كيلو الرز 115 دولارا أميركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات