السوريون.. كل الطرق تؤدي إلى الموت

عشرات الجثث لأطفال ونساء لاجئين سوريين وُجدت ملقاة على سواحل ‫‏باليكسير‬
جثة لاجئ سوري ملقاة على سواحل ‫‏باليكسير‬ بعد أن لفظها البحر (ناشطون)

منذ أن غدت الثورة السورية حربا تشنها قوات النظام على المدنيين في مختلف المحافظات، بدأت حركات نزوح داخل البلاد تلتها موجات لجوء إلى الدول المجاورة قبل أن تتحول إلى مد كبير يقتحم البحر بحثا عن الحياة فلا يلقى في معظم الأحيان إلا الموت.

وهكذا بدأت قصة اللاجئين السوريين الحزينة مع البحر الأبيض المتوسط الذي يلوح لهم ما وراءه من أحلام الأمن والرفاهية المفقودة، فيقتحمونه بالمراكب المتهالكة ولا يخرجون منه في الغالب إلا جثثا أو عائدين في أيدي منقذيهم إلى نقطة البداية.

وأمس فقط ألقى البحر بجثث عشرات الأطفال والنساء من اللاجئين السوريين على سواحل مدينة باليكسير التركية، بعد أن غرق مركبهم في عرض البحر الأبيض المتوسط.

فهذا الغريق المكفن بالطين انطفأ حلمه الأوروبي غير بعيد من الشاطئ، وها هي جثته تعود من جديد إلى حيث انطلق دون أن يصل إلى مبتغاه ولو ميتا.

undefined

وهذا الطفل توسد رمال البحر ليعيش الراحة الأبدية بعد عناء طويل ومحاولة مريرة للبحث عن الحياة في بلاد الآخرين بعد أن لفظته بلاده.

undefined

وفي كيس كبير جاء منقذان لا ليعيدا هذا الغريق إلى الحياة، بل ليحملا جثمانه إلى مكان ما يستقر فيه آخر الزمن.

undefined

وحتى البحر لم يرحم هذه الصبية فيبقيها في أحشائه، بل قذف بها على الشاطئ ليعيدها من حيث أتت، إمعانا في النكاية بأحلام التائهين بعد أن ضاقت بهم بلادهم.

undefined

ولم تق سترة النجاة لابستها من غرق يبدو أنها كانت تتوقعه، وقذفت بها الأمواج غير بعيد من منطلقها.

undefined

وهنا وهناك جثث يتفرج عليها العابرون على شاطئ البحر بعد أن كان أصحابها يرجون الابتعاد عن هذه الأرض والوصول إلى بلاد الأمل.

undefined

وعلى هذه الرمال تخلص البحر من مجموعة أخرى من اللاجئين يمر بهم المنقذون وكأنهم يحصونهم لضبط أعداد الموتى ثم يتجاوزون.

undefined

ولا يألو رجال الإنقاذ جهدا في جمع الجثث وكأنهم مصرون على إعادة هؤلاء الهاربين من القتل والدمار أمواتا إلى البلاد التي هربوا منها يبحثون عن الحياة.

undefined

ويلتقط المتفرجون الصور كأنما يوثقون النقطة التي وصل إليها هذا الغريق بعد أن انتهت مسيرته على حين غرة على شاطئ البحر.

undefined

ويأتي المنقذون ليرفعوا هذا الغريق الذي دفن في رمال الشاطئ بعد أن دفن البحر حلمه بحياة آمنة وعيش كريم خرج يبحث عنه من بلاده التي جارت عليه.

undefined

يشار إلى أن أعدادا كبيرة من اللاجئين، معظمهم من سوريا، استطاعوا عبور البحر والوصول إلى أوروبا حيث يأملون أن يجدوا حياة الأمان التي فقدوها في بلادهم، غير أن عشرات الآلاف كذلك ابتلعهم البحر وعادوا جثثا إلى الشاطئ.

المصدر : الجزيرة