الأمم المتحدة: النظام يمنع وصول المساعدات لمضايا
ويستمر تسرب التسجيلات المروعة للسكان المدنيين الذين فتك بهم الجوع، ولا سيما بعد العاصفة الثلجية التي عمقت مأساتهم.
فهذه العائلة التي تحدثت للجزيرة لم يرحم كبيرها المرض ولا ما يتحدث عنه من مسالمة وبعد عن السياسة، فهي مطرودة من بيتها لأنها لسوء الحظ كانت تسكن بين تلتين احتلهما حزب الله، فكان لزاما عليها أن تخرج من المكان.
وتقول المرأة إنها خرجت تبحث عن أكل لهذا السبعيني المريض ذات يوم، فلما رجعت وجدته يهيم على وجهه وهو يحمل حقنة الدم المعلقة.
وهذه العائلة الأخرى كان لها سبعة أولاد لا يعرفون مصير خمسة منهم، وأما الباقيان فهما طريحا الجوع لم يذوقا طعاما منذ عشرين يوما، كما ورد في هذا التسجيل الخاص بالجزيرة.
ورغم استغاثات السكان والمسؤولين المتكررة التي بثت على شبكات التواصل الاجتماعي وتناقلتها وسائل الإعلام، فإن أي تحرك مهم لإنهاء مأساة مضايا لم يجر حتى الآن.
ويتحدث هذا الرجل المسن في تسجيل للجزيرة بمرارة عن الوضع الذي صار عليه السكان المدنيون من الجوع، مشيرا إلى أنهم لا يتمتعون ولو بمثل حقوق الحيوان.
فهذا الصبي يتوسل للمصور الذي يحدثه كي ينال منه لقمة تسد ألم الجوع الذي يعانيه منذ أيام.
ومنذ أشهر تحاصر قوات النظام السوري وحزب الله مدينة مضايا التي يسكنها أربعون ألفا، كما تحاصر الزبداني وبقّين وبلدات أخرى في مسعى لإجبار المعارضة على الاستسلام. وتواصل تلك القوات محاصرة المدينة في خرق لهدنة "الزبداني الفوعة" التي تقضي بإدخال مساعدات إلى المحاصرين.