المحادثات السورية تنطلق بجنيف وسط خلافات دولية

بدأت مساء اليوم المحادثات السورية في جنيف في غياب وفد المعارضة, وفي ظل خلافات حادة بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة, وهو ما يرجح أنها ستكون بالغة التعقيد وطويلة.

ونقل مراسل الجزيرة في جنيف عن مصدر أممي رفيع المستوى أن محادثات جنيف 3 ستنطلق مساء اليوم في مقر الأمم المتحدة بجنيف برعاية المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

وأضاف أن دي ميستورا سيجري محادثات أولى مع وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري, يليه لقاء ثان مع مشاركين "آخرين". ووفقا لدي ميستورا, فإن من بين هؤلاء "ممثلين للمجتمع المدني السوري".

وأوضح مراسل الجزيرة أن الغموض يسود تفاصيل المحادثات وقائمة المشاركين فيها. وكان المراسل زاور شاوج قال في وقت سابق إن المحادثات ستكون مغلقة وغير مباشرة, حيث سيجري المبعوث الدولي مشاورات مع كل وفد مشارك على حدة.

وكان جورج صبرا نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماعات المعارضة بالرياض قد قال للجزيرة أمس إن الوفد لن يذهب إلى جنيف قبل وقف قصف المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي صدر الشهر الماضي.

كما قال المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا إن أعضاءها لم يحصلوا بعد على تأشيرات دخول لسويسرا.

‪مقر الأمم المتحدة بجنيف الذي يحتضن المحادثات حول الأزمة السورية‬ (الأوروبية)
‪مقر الأمم المتحدة بجنيف الذي يحتضن المحادثات حول الأزمة السورية‬ (الأوروبية)

خلافات
وتنطلق ثالث جولة محادثات حول الأزمة السورية بعد جولتين سابقتين في جنيف في ظل خلافات دولية تتعلق بتمثيل المعارضة السورية وبمسائل يعتمد عليها نجاح المحادثات مثل وقف إطلاق النار.

فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة إلى جنيف بينما روسيا تقصفها.

وقال أردوغان في تصريحات له في إسطنبول "يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة للمعارضة. ستكون مشاركتهم بدون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون".

ومن ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن محاولة معارضي النظام السوري وضع شروط للذهاب إلى جنيف خرق للقرار الدولي 2254.

وفي موسكو أبدت الخارجية الروسية اليوم مجددا اعتراض روسيا على مشاركة فصيلي "جيش الإسلام" و"حركة أحرار الشام" -وهما من بين أبرز الفصائل السورية المعارضة المسلحة- في وفد المعارضة.

وترفض موسكو مشاركة هذين الفصيلين بوصفهما "إرهابييْن", وتسعى في المقابل إلى فرض مشاركة فصائل قريبة منها على غرار الاتحاد الديمقراطي الكردي. وترفض طهران بدورها مشاركة هذين الفصيلين في المحادثات.

وفي باريس قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية إنه ينبغي تجنب الإفراط في التفاؤل حول ما ستفضي إليه محادثات جنيف. وأضاف أن المسألة السورية معقدة, معتبرا أن من الصعب التوصل إلى نتيجة خلال بضعة أسابيع.

المصدر : الجزيرة + وكالات