مساعدات تدخل الزبداني والنظام يحكم حصار حمص

دخل وفد للأمم المتحدة برفقة قافلة مساعدات إلى مدينة الزبداني في ريف دمشق للمرة الأولى، وذلك بالتزامن مع دخول وفد آخر إلى مضايا، في حين يحكم النظام حصار حمص. وفي السياق، نفت الأمم المتحدة تحيزها لأي طرف في سوريا.

وقال الصحفي محمد الجزائري في ريف دمشق إن قافلة مساعدات تحمل مئتي سلة غذائية ومواد طبية دخلت الزبداني منتصف الليل لإغاثة نحو سبعمئة شخص.

وأضاف أن الحالة الإنسانية تبقى كارثية في ضوء عدم دخول المواد الغذائية التي تحتوي على البروتينات مثل اللحوم، والنقص الشديد في المواد الدوائية.

وتزامن ذلك مع دخول قافلة مساعدات تحمل أربعين ألف لتر من المحروقات إلى بلدة مضايا في ريف دمشق التي يحاصرها النظام ومليشيات حزب الله منذ أشهر، وذلك في إطار ما يعرف باتفاق الزبداني كفريا والفوعة.

وكان ستيفن أوبراين نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية طالب بإجلاء أربعمئة مريض بشكل فوري من مضايا، وإلا فإنهم سيواجهون خطر الموت، واصفا الوضع في البلدة بالكارثي.

من جهتها أكدت منظمات الأمم المتحدة في سوريا والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان مشترك، عزمها مواصلة عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى مدن الفوعا وكفريا في إدلب والزبداني ومضايا في ريف دمشق، تنفيذا للاتفاق الخاص بها.

في المقابل، قال مراسل الجزيرة في حمص إن قوات النظام أحكمت حصارها بشكل كامل على ريف حمص الشمالي، وذلك بإغلاقها آخر ممر كان يربطه بريف حماة الجنوبي، الذي كان يستخدمه سكان المنطقة في إدخال المواد الضرورية.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر في المعارضة تحذيرها من كارثة إنسانية وشيكة في بلدات ريف حمص الشمالي، حيث اختفى الخبز من الأسواق، وشحت المواد الغذائية بشكل كبير.

وتمنع قوات النظام منذ عامين الخدمات والمواد الضرورية عن ريف حمص الشمالي الذي يسكنه أكثر من 250 ألف نسمة، بينهم نازحون من ريف حماة الجنوبي، بعد المعارك الدائرة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.

اتهامات للأمم المتحدة
وفي الأثناء، نفت الأمم المتحدة الاتهامات بالتحيز لأيٍّ من أطراف الحرب في سوريا، وذلك فيما يتعلق بتقييم وتقدير خطورة الأوضاع الإنسانية في مضايا.

وأكدت أنها أدخلت مساعدات في أكتوبر/تشرين الأول إلى مضايا، كما عملت ولا تزال على رفع الحصار عن كافة المناطق في سوريا.

وكانت تقارير صحفية كشفت وثيقة مسربة تثبت وجود تنسيق مسبق بين النظام ومكتب للمنظمة في دمشق للتعتيم على الوضع في مضايا.

من جانبه، قال المسؤول الأممي للشؤون الإنسانية ستيفان أوبراين إن ملايين السوريين محاصرون في مناطق يصعب الوصول إليها، وإن هناك أكثر من أربعمئة ألف يدفعون ثمن ذلك.

وأضاف أوبراين -في مقابلة مع الجزيرة- أن استخدام الحصار سلاحا هو من الانتهاكات التي تعادل جرائم الحرب.

وأكد عدم توفر ضمانات للوصول بالمساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا، لكن ذلك لا ينفي مسؤولية الأمم المتحدة في إيجاد حل للمشكلة، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة