أهالي مضايا يترقبون وصول مساعدات غدا

يترقب أهالي مدينة مضايا السورية المحاصرة وصول مساعدات إغاثية غدا الاثنين بالتزامن مع توزيع مساعدات مماثلة على بلدتي كفريا والفوعة بإدلب في شمال سوريا برعاية الأمم المتحدة ومنظمات دولية، في وقت سجلت فيه وفاتان أخريان بالمدينة المنكوبة بالجوع.
 
وقال رئيس مجلس مضايا المحلي للجزيرة إن كل يوم يمر على المدينة المحاصرة يكون أسوأ من سابقه، وأكد وفاة شخصين آخرين جوعا: واحد من مضايا والثاني من الزبداني المجاورة بريف دمشق الغربي.
من جهته قال مراسل الجزيرة في لبنان إيهاب العقدي إن قافلة المساعدات التي يفترض أن تصل غدا إلى مضايا ستكون محملة بنحو 335 طنا من الغذاء والملابس والدواء يجري تجميعها في دمشق، في حين تضم قافلة المساعدات لبلدتي كفريا والفوعة 170 طنا ستنطلق من حمص (وسط سوريا) بإشراف الأمم المتحدة، وبمساهمة من الصيب الأحمر الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة للغذاء والهلال الأحمر السوري.
 
وأضاف العقدي أن نقل المساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا يفترض أن يكون متزامنا، ولم يستبعد أن تظهر بعض العراقيل أثناء التنفيذ. وتحاصر قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني مضايا منذ أكثر من ستة أشهر، في حين تحاصر المعارضة السورية المسلحة بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام.
 
وكان الصحفي السوري محمد الجزائري قد قال للجزيرة في وقت سابق اليوم إن مجلس مضايا المحلي أحصى منذ سبتمبر/أيلول الماضي 42 وفاة بسبب الجوع وأمراض سوء التغذية، مشيرا إلى أن أول المتوفين بسبب الحصار كان الطفل محمد جلال الدالاتي.
 
 وأشارت حصيلة سابقة إلى أن عدد المتوفين في مضايا بلغ 23، بالإضافة إلى مقتل آخرين بالرصاص أو بالألغام أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.

وقال الصحفي السوري إن الهيئات المدنية والثورية قادرة على توزيع المساعدات على السكان البالغ عددهم نحو أربعين ألفا. ويشمل الحصار في ريف دمشق الغربي مضايا والزبداني وكذلك بلدة "بقّين".

قوافل المساعدات
وكان مراسل الجزيرة في بيروت قد نقل عن مصادر طبية وإغاثية أن إدخال مساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا مُتوقع غدا الاثنين تنفيذا لبنود اتفاق الهدنة الخاص بالزبداني والفوعة وكفريا.

وقالت المصادر إنّ الاستعدادات اللوجستية لنقل المساعدات اكتملت بنسبة 80%.

كما أكدت أنّ قافلة ستنطلق من دمشق باتجاه مضايا تشمل وفدا من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية.

وتتألف القافلة من ثلاثين إلى أربعين شاحنة تحمل أربعمائة طن من المساعدات الغذائية توجد حاليا في مستودعات برنامج الغذاء العالمي في دمشق وتكفي أربعين ألف شخص لمدة شهر، ويتكفل الصليب الأحمر الدولي بإدخال المساعدات الطبية إلى مضايا. ولا تشمل المساعدات الوقود أو مواد للتدفئة.

في غضون ذلك تنطلق قافلة تتألف من نحو خمس عشرة إلى عشرين شاحنة من حمص (وسط سوريا) باتجاه ريف إدلب محملة بنحو مئتي طن من المساعدات، توجد حاليا في مستودعات برنامج الغذاء العالمي بحمص لتوزيعها في بلدتي الفوعة وكفريا على نحو عشرين ألفا من سكانهما.

وكان النظام السوري قد أعلن قبل يومين موافقته على نقل مساعدات إلى بلدة مضايا بعدما تكشفت فداحة مأساة أهالي البلدة، وبعد تزايد الأصوات الدولية المنددة بحصار المدينة.

وقال الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري أمس إنهما مستعدان لنقل المساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا اليوم الأحد، لكنهما تحدثا عن مشاكل لوجيستية تؤجل العملية إلى غد.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الصليب الأحمر بافيل كشي شيك –في لقاء مع الجزيرة- ضرورة إيصال المواد الإغاثية للمحاصرين في مضايا وغيرها بوتيرة مستمرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات