فض اعتصام ببيروت حاول منع الحوار الوطني

مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين وسط بيروت بعد محاولة ناشطين التوجـه الـى مقـر البرلمان
فضت قوى الأمن اللبنانية بالقوة اعتصاما وسط بيروت واعتقلت عددا من الناشطين، بعدما حاول متظاهرون منع وصول الأطراف المشاركة في الجلسة الثانية من الحوار الوطني إلى مقر المجلس النيابي (البرلمان). وقد طالب المحتجون الذين تجمعوا بناء على دعوة من حملة "طلعت ريحتكم" برحيل الطبقة السياسية ومحاسبتها نتيجة تفشي الفساد وفشلها في مواجهة أزمة النفايات، على حد تعبيرهم.

وقال مراسل الجزيرة في بيروت إيهاب العقدي إن قوى مكافحة الشغب اعتقلت عددا من الناشطين وطاردت المتظاهرين باتجاه ساحة الشهداء التي أعادوا فيها تجميع أنفسهم بعدما قمعتهم قوات الأمن بالقرب من البرلمان، إثر محاولتهم تعطيل دخول المشاركين في الحوار الوطني بين الأقطاب السياسية.

ووقعت مواجهات بين القوى الأمنية وبعض المتظاهرين وسط بيروت، بعدما حاول عدد من الناشطين إزالة الحواجز الحديدية والتوجه نحو مقر البرلمان اللبناني حيث من المفترض أن تعقد جلسة الحوار الثانية بين الأقطاب السياسية، وعمد المعتصمون إلى قطع الطريق في وسط بيروت، وطالبوا بمحاسبة الطبقة السياسية الحاكمة نتيجة تفشي الفساد وفشلها في مواجهة أزمة النفايات، على حد تعبيرهم.

وقال مراسل الجزيرة نت نقلا عن حملة "طلعت ريحتكم" أن عدد الموقوفين لدى قوى الأمن تجاوز 25 شخصا، وأشار إلى أن قوى الأمن أوقفت متظاهرات لأول مرة، في حين وصف المعتصمون ما يجري بالتشبيح.

وإزاء هذه التطورات، نقل المراسل عن المعتصمين وسط بيروت قولهم إن هناك قرارا حكوميا بإنهاء الحراك الشعبي.
 
وقد أوضحت حملة "طلعت ريحتكم" أن الهدف من هذا التحرّك اليوم هو "منع المتحاورين من الوصول إلى طاولة الحوار". وحمل المعتصمون البيض والطماطم لرشق مواكب المتحاورين أثناء مرورهم، بينما طوقت القوى الأمنية المعتصمين وصدتهم، كما أغلقت الطريق المؤدي إلى المجلس النيابي والطريق أمام مبنى جريدة النهار في اتجاه المجلس النيابي.

وانضم أهالي العسكريين المحتجزين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية إلى المعتصمين في ساحة الشهداء، مشيرين إلى أن قضيتهم هي أكبر ملفات هذا البلد "لكننا فقدنا الثقة في القانون والسياسيين لأننا لم نلمس أي إيجابية في العمل منذ سنة وشهرين".

من جهة أخرى، قام أهالي الموقوفين من الناشطين على خلفية المظاهرات الأخيرة في 29 آب/أغسطس الماضي بقطع الطريق أمام المحكمة العسكرية في  بيروت لحين الإفراج عن أبنائهم بعد أن قدّم محامي الدفاع عن أبنائهم طلبات إخلاء سبيل.

وتعقد ظهر اليوم جلسة الحوار الثانية برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري وبدعوة منه، وتضم رؤساء الكتل النيابية ورئيس الحكومة تمام سلام، ويتغيب عن الجلسة كتلة "القوات اللبنانية" ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون على أن يُمثّله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والنائب إبراهم كنعان.

وقد عقدت الأربعاء الماضي الجلسة الأولى من الحوار الوطني، التي دعا إليها رئيس البرلمان لبحث أزمة الفراغ الرئاسي، وقانون انتخابات جديد، بالإضافة إلى باقي الأزمات التي تعاني منها البلاد، وأبرزها تراكم النفايات.

ويعيش لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو/أيار 2014 وفشل البرلمان في 28 جلسة من انتخاب رئيس جديد نتيجة الخلافات السياسية.

ويشارك في الحوار أبرز قادة الكتل النيابية والقوى السياسية من قوى 8 آذار و14 آذار، مع مقاطعة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما يتغيب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري لأسباب أمنية، بحسب مصادر أمنية.

ويشهد الشارع اللبناني منذ 22 أغسطس/آب الماضي مظاهرات مستمرة، أبرزها مظاهرتي 22 و29 أغسطس/آب الماضي بدعوة من هيئات المجتمع المدني، وأبرزها "طلعت ريحتكم" في إشارة إلى أن رائحة فساد المسؤولين السياسيين تشبه رائحة النفايات المتراكمة في الشوارع، حيث شارك عشرات آلاف المواطنين في المظاهرات وسط بيروت في ساحتي "الشهداء" و"رياض الصلح" رفضا لفساد كل القوى السياسية دون استثناء.

المصدر : الجزيرة + وكالات