متظاهرون يستنكرون العنف والعبادي يتعهد بالإصلاح

التيار المدني العراقي: إجراءات العبادي لا تمس جوهر الأزمة
منظمو المظاهرات في العراق طالبوا العبادي بتطبيق إجراءات الإصلاح ووضع جدول زمني لتنفيذها

عبر منظمو المظاهرات الشعبية في بغداد والمحافظات الأخرى -التي يقودها التيار المدني في العراق– عن قلقهم من الإجراءات العنيفة التي استخدمتها قوات الأمن ضد المتظاهرين في بابل ومحافظات أخرى. في حين جدد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس الاثنين تأكيده مواصلة ما سماها مسيرة الإصلاحات إلى جانب قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

ودان منظمو المظاهرات في بيان إطلاق قوات مكافحة الشغب العراقية النار على متظاهرين سلميين في بابل، واستنكر المنظمون الممارسات التي قالوا إن القوات الأمنية تنفذها بأوامر من مسؤولين محليين في تلك المحافظات. 

 لكنهم طالبوا رئيس الحكومة حيدر العبادي بالتدخل، محملين إياه المسؤولية كاملة لما قد تؤول إليه الأمور إذا استمرت القوات في استخدام العنف ضد المتظاهرين.

وشهد وسط بغداد الجمعة الماضية توافد مئات المتظاهرين إلى ساحة التحرير، وسط إجراءات أمنية مشددة، في جمعة هي السابعة منذ انطلاق المظاهرات ضد الفساد وتردي الخدمات في البلاد.

وطالب المتظاهرون رئيس الوزراء بتطبيق إجراءات الإصلاح ووضع جدول زمني لتنفيذها مع تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين ومحاسبتهم، كما هتف المتظاهرون ضد ما سموه القضاء الفاسد، مطالبين بإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ومحاكمته.

‪العبادي اتهم أشخاصا لم يسمهم بالعمل على تأخير مسيرة الإصلاحات‬ (غيتي)
‪العبادي اتهم أشخاصا لم يسمهم بالعمل على تأخير مسيرة الإصلاحات‬ (غيتي)

تجديد التعهد
من جانبه، جدد رئيس الوزراء أمس تعهده بمواصلة مسيرة الإصلاحات وقتال تنظيم الدولة الإسلامية رغم ما يتعرض له البلد من صعوبات جراء انخفاض أسعار النفط بالسوق العالمية.

وقال العبادي "يجب أن يكون هناك توازن بين توفير السلاح الضروري للحرب، وحاجة المواطنين للرعاية والرواتب والخدمات ورعاية الفقراء رغم أن هذا التوازن ليس سهلا لأننا نعيش في أزمة من الممكن الخروج منها منتصرين إذا تعاون الجميع وإذا صبرنا".

وأشار إلى أن هناك ضغطا على الحكومة لإعطاء نتائج للإصلاحات الحكومية، لكنه أوضح أن حكومته ستعطي النتائج وفق خطوات، واتهم الكثير دون أن يسميهم بالعمل على تأخير مسيرة الإصلاحات والوقوف بوجهها، على حد تعبيره.

وكان العبادي قال -قبل أيام- إن هناك سياسيين تعرضت مصالحهم للضرر بسبب القرارات التي اتخذها من أجل محاربة الفساد المستشري في العراق. وأضاف أن هؤلاء السياسيين يحاولون الآن "تجميع قواهم لتعطيل هذه الإصلاحات".

لكنه أكد -في الوقت نفسه- أنه ليس ضد الكتل السياسية أو أشخاص بعينهم "أنا أعمل مع الكتل السياسية، صحيح أن البرلمان أعطاني صلاحية لكنني لن أفكك البلد من دون إيجاد بديل".

من جانب آخر، دعا المرجع الشيعي علي السيستاني إلى تسريع وتيرة الإصلاحات التي بدأت حكومة العبادي باتخاذها بعد أسابيع من المظاهرات ضد الفساد وتردي الخدمات.

وقال وكيل السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء "نأمل أن تتم الإجراءات الإصلاحية بوتيرة أسرع، وتقوم مختلف الجهات المعنية بواجباتها في هذا الصدد".

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء الألمانية