الاحتلال يعاود اقتحاماته ويصيب مرابطي الأقصى

اقتحم نحو خمسمائة مستوطن باحات الحرم القدسي الشريف منذ ساعات الصباح الأولى، تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الحرم القدسي مستخدمة قنابل الصوت، فحاصرت المعتكفين داخل المسجد الأقصى واعتقلت عددا منهم وأغلقت أبوابَ الحرم ومنعت المصلين وطلاب المدارس من الدخول. 
ويأتي اقتحام قوات الاحتلال للمسجد لليوم الثاني على التوالي بهدف تأمين اقتحامات المستوطنين بمناسبة السنة العبرية الجديدة التي تبدأ اليوم. 

وتسببت الاقتحامات في إحداث أضرار بالمسجد وعشرات الإصابات في صفوف المصلين الفلسطينيين.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن الوضع بعد ظهر اليوم الاثنين شهد حالة من الهدوء بعد انسحاب قوات الاحتلال من باحات الأقصى.

وأضاف المراسل أن هذا التصعيد الإسرائيلي لم يقتصر على اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال، وإنما تجاوزه إلى الدعم المتزايد لها من قبل أعلى المستويات التي تمثلت في اقتحام وزير الزراعة أوري أرئيل الداعم للاستيطان، وغيره من الوزراء في حزب الليكود الحاكم.

تنديد السلطة
من جهتها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية
مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد المسجد الأقصى، حيث جددت قوات الاحتلال اقتحامها للمرة الثالثة خلال 24 ساعة، وسط تنديد عربي وتركي بهذه الاقتحامات.
 
ونقل مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري عن بيان للخارجية الفلسطينية تحذر فيه من أن "هذا التمادي الإسرائيلي ينذر بحرب دينية في المنطقة".

ونددت الخارجية الفلسطينية بالإجراءات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال تتخذ من الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والإدانة الصادرة عن المجتمع الدولي والإسلامي محفزا لها للمضي قدما في عمليات تقسيم المسجد الأقصى.

واتهمت الوزارة الحكومة الإسرائيلية ممثلة في أذرعها المختلفة، بتدبير وإعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين المتطرفين لمواصلة اعتداءاتهم، بينما تتعامل مع الفلسطينيين المدافعين عن الأقصى بقبضة حديدية وتنكل بالمرابطين وتفرض العقوبات والغرامات المالية على أهالي القدس

وفي إطار الإدانات لهذه الاقتحامات، استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الاقتحامات، واعتبر أن ما حدث "مثير للقلق".

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه أردوغان مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، أعرب خلاله عن استنكاره لاقتحام الأقصى، وأكد أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها حتى يتخذ المجتمع الدولي موقفا أكثر اهتماما وحساسية إزاء هذه القضية. 

وكانت مصر والأردن قد أدانتا الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وباحاته، وحذرتا من تبعات هذه الاقتحامات.

المصدر : الجزيرة + وكالات