استشهاد والد الرضيع علي دوابشة

Burnt photographs of 18-month-old Ali Dawabsha are seen in Ali's fire damaged room in the West Bank village of Douma near Nablus City, 31 July 2015. The Palestinian infant was killed and several people injured when their home was set alight in the northern West Bank early 31 July 2015, an official said. A group of masked people believed to be Israeli settlers threw flammable bombs into two houses on the outskirts of the village of Doma, south of Nablus, said Ghassan Daghlas, a Palestinian Authority official.
الحريق الذي تسبب به مستوطنون أودى بحياة شهيدين من عائلة دوابشة بينما تعاني الوالدة وابنها من جروح بالغة (الأوروبية)

عاطف دغلس-نابلس

استشهد الشاب سعد دوابشة (ثلاثون عاما) من قرية دوما بنابلس شمال الضفة الغربية متأثرا بحروقه التي أصيب بها قبل أسبوع من الآن بعد أن أقدم مستوطنون متطرفون على حرق منزله وهو وعائلته بداخله، ليلتحق بابنه الرضيع علي (18 شهرا) بينما لا تزال زوجته رهام ونجله أحمد (أربع سنوات) يتابعون العلاج من جروحهم البالغة.

وقال سمير دوابشة (قريب الشهيد سعد) إن هذا الأخير توفي في وقت مبكر اليوم السبت في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة إصابته ببكيتريا ضاعفت حجم إصابته وحدّت من مناعته وقدرته على مقاومة المرض.

وأوضح الرجل للجزيرة نت أن عائلة دوابشة رفضت طلبا إسرائيليا بتشريح جثمان الشهيد، وقال إن العملية ستتم بالمركز الطبي العدلي التابع لجامعة النجاح الوطنية بنابلس، ورجّح أن يُشيع جثمانه ظهر اليوم السبت.

ولفت إلى أن وضع العائلة سيئ لا سيما الوالدة التي تعاني من جراح أخطر من زوجها بنسبة تصل إلى 90%، رغم أن تصريحا صدر مساء أمس الجمعة لوزير الصحة الفلسطينية د. جواد عواد أكد أن تحسنا طفيفا طرأ على صحة العائلة.

وكان الشهيد دوابشة أصيب هو وعائلته قبل أسبوع بجروح بالغة جراء عملية الحرق التي تعرض لها رفقة عائلته بعد قيام مستوطنين بإلقاء زجاجات حارقة سريعة الاشتعال داخل منزله ومنزل جيران له في قرية دوما.

وأكد زكريا السدة، الناشط بمؤسسة حاخاميين لحقوق الإنسان الإسرائيلية التي تراقب اعتداءات المستوطنين بالضفة، أنه لا نتائج حتى الآن للتحقيق الإسرائيلي في عملية الحرق، وقال للجزيرة نت إن الاحتلال الإسرائيلي يدعي عدم قدرته حتى اللحظة على التوصل لأية نتائج ملموسة تكشف الفاعلين.

مواطنون يتفقدون ما حل بمنزل عائلة سعد دوابشة الذي أحرقه المستوطنون في قرية دوما جنوب نابلس (الجزيرة نت)
مواطنون يتفقدون ما حل بمنزل عائلة سعد دوابشة الذي أحرقه المستوطنون في قرية دوما جنوب نابلس (الجزيرة نت)

حماس تنعى دوابشة
وقد نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية ابنها الشهيد سعد دوابشة، الذي ارتقى إلى العلا فجر اليوم.

وقالت الحركة في بيان صحفي صدر عنها إن "الشهيد سعد الذي لحق بابنه الشهيد الرضيع علي دوابشة، كان أحد ضحايا الإرهاب والتطرف والحقد الإسرائيلي الدفين على كل ما هو عربي وفلسطيني".

وأكدت حماس أن "دماء شهداء فاجعة الحرق في دوما، التي جدد الشهيد سعد آلامها، بعد ثمانية أيام على استشهاد نجله الرضيع، كانت نقطة تحول في انتفاض أهالي الضفة الغربية في وجه المحتل الغاصب".

كما شددت حركة حماس على أن المقاومة الباسلة في الضفة الغربية، تتجهز للرد على جريمة استشهاد الرضيع علي، وأن ارتقاء والده اليوم سيجعل المقاومة "أشد حرصا على إيلام العدو والثأر لدماء أبناء الشعب الفلسطيني".

ودعت حماس كافة أبناء الضفة الغربية المحتلة، وخاصة منهم أبناء مدينة نابلس وقراها المجاورة، إلى المشاركة الفاعلة في تشييع الشهيد سعد دوابشة ظهر اليوم السبت، والوقوف مع أهالي بلدة دوما في مصابهم الجلل.

وأثنت حركة حماس على التاريخ النضالي الكبير الذي تحظى به عائلة دوابشة في بلدة دوما، حيث قدمت لله وللوطن العديد من الشهداء، على رأسهم الشهيد فهيم دوابشة، كما ضحت بعشرات السنوات من أعمار أبنائها داخل سجون الاحتلال.

المصدر : الجزيرة