استنكار عربي وإسلامي لحرق الرضيع الفلسطيني

آلاف الفلسطينيين يشيعون الرضيع دوابشة في قرية دوما قرب نابلس ظهر الجمعة
آلاف الفلسطينيين يشيعون الرضيع دوابشة في قرية دوما قرب نابلس ظهر الجمعة (الأناضول)

تتوالى تصريحات الاستنكار العربية والإسلامية بعد مقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة حرقا على يد مستوطنين أمس الجمعة بالضفة الغربية، حيث أدانت جامعة الدول العربية والبرلمان العربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي الجريمة، كما طالبت كل من أنقرة والرياض والقاهرة وعمّان والمنامة والكويت بمحاسبة المسؤولين.

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "الجريمة الوحشية التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون، والمتمثلة في إشعال النيران بمنزل أسرة فلسطينية في دوما بنابلس، والتي أسفر عنها مقتل رضيع وإصابة شقيقه ووالديه".

واعتبر العربي أن هذه الجريمة استمرار للانتهاكات والممارسات الإسرائيلية الإجرامية والقمعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وأنها "جريمة حرب"، مستنكرا ما سماه عجز وصمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم، حسب تعبيره.

وأدان رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بأشد العبارات "حرق المستوطنين طفلا رضيعا"، داعيا إلى "توثيق هذه الجريمة البشعة وغيرها من جرائم القتل والإرهاب وحرق المنازل ودور العبادة" لمحاسبة إسرائيل دوليا.

بدورها، أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي في بيان "الجريمة البشعة"، وحمل أمينها العام إياد أمين مدني إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعياتها.

فلسطينيون يتفقدون منزل دوابشة بعد إحراقه على يد مستوطنين (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون منزل دوابشة بعد إحراقه على يد مستوطنين (رويترز)

مطالبات بالمحاكمة
من جهة أخرى، أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم في بيان، وقالت إن تركيا تنتظر من السلطات الإسرائيلية أن "تقدم مرتكبي الهجوم الإرهابي الوحشي أمام العدالة فورا".

كما أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحادث حرق منزل أسرة فلسطينية في مدينة نابلس بالضفة الغربية من قبل مستوطنين إسرائيليين وقتل رضيع فيه وإصابة أفراد أسرته.

واعتبرت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم، أن هذه الجريمة البشعة تعد تصعيداً خطيراً في أعمال الإرهاب التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني.

وطالب البيان السلطات الإسرائيلية بتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والإنسانية، واتخاذ كافة التدابير لوقف هذه الأعمال الإرهابية، وتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني، وتقديم مرتكبي هذه الجريمة للعدالة.

وأعرب البيان عن خالص تعازي دولة قطر لأسرة الشهيد، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

كما أدانت السعودية الجريمة بأشد العبارات، حيث وصفها وزير الخارجية عادل الجبير بالعمل الهمجي والوحشي، محملا سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية، ومطالبا المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الفلسطينيين من "الممارسات العدوانية التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون".

من ناحيته، أدان المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي العملية، وطالب في بيان السلطات الإسرائيلية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية كسلطة احتلال، والمجتمع الدولي بتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني.

كما أدانت الحكومة الأردنية الهجوم، ورأى الدكتور محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أن "هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني، ولولا أنها أدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة".

من جانبها، أكدت وزارة خارجية البحرين في بيان "أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء التي جاءت نتيجة الحماية الإسرائيلية لاعتداءات وجرائم المستوطنين المتواصلة والمتفاقمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل".

كما أدان رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي مرزوق الغانم "الجريمة" التي وصفها بأنها "بشعة"، وطالب بتقديم "الجناة والمسؤولين الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية".

‪مشعل يدعو إلى تصعيد المقاومة‬ (الجزيرة)
‪مشعل يدعو إلى تصعيد المقاومة‬ (الجزيرة)

غضب فلسطيني
وأدانت الفصائل الفلسطينية الجريمة، ودعت منذ أمس الجمعة إلى يوم غضب ضد الاحتلال، حيث دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إلى تصعيد المقاومة ضد إسرائيل والمستوطنين، كما أعرب نائبه إسماعيل هنية عن "غضبه الشديد" جراء الهجوم.

ومع خروج عدة مظاهرات غاضبة في الأراضي المحتلة اليوم السبت أشاد مشعل بما سماها هبة أبناء الشعب ومشاركتهم الواسعة في "جمعة الغضب"، داعيا الشعب الفلسطيني وفصائله والجماهير العربية والإسلامية إلى المزيد من الجهود والفعاليات "انتصارا للمسجد الأقصى ولدماء الشهداء".

أما كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- فقالت إن "الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يسكتا على الجريمة"، معتبرة أن لدى فصائل المقاومة الحق الكامل في الرد بكل طريقة ممكنة، والانتقام لدماء الشهداء، وإشعال الأرض تحت أقدام جنود العدو ومغتصبيه، وفقا لما جاء في بيان للمتحدث الرسمي أبو عبيدة.

كما هددت حركة الجهاد الإسلامي بالرد في أي لحظة على حرق دوابشة، بينما حملت منظمة التحرير الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المسؤولية الكاملة عن العملية".

وشكك الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الجمعة بأن تقدم إسرائيل مرتكبي الجريمة إلى "عدالة حقيقية"، وقال "منذ العام 2004 ارتكب المستوطنون 11 ألف جريمة ضد شعبنا، وكلها تسجلها الحكومة الإسرائيلية ضد مجهول أو تحقق مع المجرمين عدة ساعات وتطلق سراحهم".

وكان الرضيع علي دوابشة (18 شهرا) قد استشهد فجر أمس الجمعة بعد إصابته بحروق شديدة، كما أصيب شقيقه ووالداه بحروق عندما أشعل مستوطنون يهود النار في منزلهم بقرية دوما في الضفة الغربية، ثم لاذوا في الفرار بعد أن تركوا عبارات عنصرية على جدران المنزل المشتعل.

المصدر : الجزيرة + وكالات