تبادل أسرى بين النصرة والنظام السوري

التقاء الأسرى اللذين خرجوا في إطار صفقة التبادل مع أهاليهم بعد وصولوهم إلى مدينة أريحا
التقاء الأسرى المفرج عنهم مع أهاليهم بعد وصولهم إلى مدينة أريحا (الجزيرة)

أحمد العكلة-ريف إدلب

تسلمت جبهة النصرة عددا من المعتقلين لدى النظام السوري من مدينة أريحا بريف إدلب، مقابل إطلاق سراح عائلات من الطائفة العلوية كانت قد احتجزتهم بمعارك جسر الشغور.

وأفرجت قوات النظام السوري عن 16 معتقلا بينهم عشر سيدات من مدينة أريحا، مقابل تسليم قوات النظام 25 معتقلا كانت النصرة قد احتجزتهم بعد تسليم أنفسهم لها أثناء سيطرة جيش الفتح على مدينة جسر الشغور وبلدة اشتبرق الموالية للنظام ذات الأغلبية العلوية.

ويقول القيادي بجبهة النصرة أبو محمد المدني إن قوات النظام رضخت لشروط إطلاق سراح المعتقلين دون تحفظات، وإن العملية تمت بدون وسطاء وباتصال مباشر مع قوات النظام.

وأضاف المدني بحديثه للجزيرة نت "عملية التبادل جرت في بلدة السعن بريف حماة الشرقي والتي تسيطر عليها المعارضة، حيث قمنا بتسليمهم الأسرى العلويين مقابل إطلاق سراح الأسماء المطلوبة".

وأشار إلى أن "هدف جبهة النصرة هو إطلاق سراح أكبر عدد من النساء، خصوصا أن النظام يقوم باعتقالهن من أجل الضغط علينا" مضيفا أن "النظام ينتقم من خسائره في الكثير من الأحيان باغتصاب النساء اللاتي يعتقلهن".

وبعد هجوم قوات جيش الفتح على معسكرات جيش النظام بمدينتي إدلب وأريحا واقتراب سيطرته على تلك المدن، قامت اللجان الشعبية التابعة للنظام باعتقال عشرات السكان بينهم عدد من النساء والأطفال.

ويعمد النظام إلى الضغط على أهالي المطلوبين الفارين من مناطق سيطرة النظام من أجل منع قوات المعارضة من الهجوم على المدينة، كما يستخدمهم -أحيانا- كدروع بشرية.

عناصر من جبهة النصرة يقدمون الماء للمعتقلين بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل بين النظام والجبهة (الجزيرة)
عناصر من جبهة النصرة يقدمون الماء للمعتقلين بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل بين النظام والجبهة (الجزيرة)

وقالت أم سليمان -إحدى الأسيرات التي تم الإفراج عنهن- للجزيرة نت إنها لم تكن تتوقع أن تخرج من ظلم السجون، فقد تعرضت لشتى أنواع التعذيب والإهانة في سجون النظام.

وأضافت أنها رأت عشرات النساء والأطفال المعتقلين وهم يعاملون معاملة سيئة لا تمت للإنسانية بشيء.

وأشارت المرأة إلى أن النظام يسعى لتحطيم معنويات المعتقلين داخل سجونه وذلك بتهدديهم بالموت داخل السجون، ووصمهم بالإرهابيين والعملاء بسبب تأييدهم لجيش الفتح ومساعدته في السيطرة على المدينة، كما تقول قوات النظام.

واستطاعت "النصرة" إجراء عدة عمليات تبادل للأسرى، كان آخرها في بلدة الحارة بريف درعا، من خلال أحد الأسرى لديها وهو الضابط راني مخلوف (برتبة نقيب) مع عنصر آخر من قوات النظام.

وقد تمت مبادلتهما بالقرب من مفرزة الأمن العسكري، مقابل 8 نساء وأطفال من درعا، بينهم الطفلة روان قداح من بلدة نوى بريف درعا.

وأكد الناشط الميداني سعد الحاسي أن "النظام رفض خلال الثلاث سنوات أغلب محاولات المعارضة المسلحة لعقد صفقات تبادل أسرى من طائفته، على عكس ما كان يقوم به من مبادرات لإطلاق سراح الأسرى الإيرانيين الذين قبضت عليهم المعارضة".

وأوضح الحاسي أن "ضغط الطائفة العلوية على النظام وحالة التململ التي يشعر بها أبناء الطائفة نتيجة الخسائر المتكررة، دفع النظام إلى تقديم بادرة حسن نية لهم من خلال إطلاق عدد من أبنائهم".

المصدر : الجزيرة