المرزوقي يروي تفاصيل رحلته إلى غزة

تصريحات المرزوقي بعد مشاركته في أسطول الحرية
المرزوقي متحدثا بعد مشاركته في أسطول الحرية الثالث (الجزيرة)

نشرت الجزيرة نت مساء اليوم مقالا مطولا للرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، يروي فيه رحلته في سفينة ماريان أولى سفن أسطول الحرية الثالث التي سيطرت عليها قوات البحرية الإسرائيلية ومنعتها من الوصول إلى شواطئ غزة، ثم اقتادتها إلى ميناء أسدود.

بدأت مشقة الرحلة من لحظاتها الأولى -بحسب المرزوقي- بدءا من الوصول إلى السفينة العائمة فوق البحر التي رفض قائدها دخولها موانئ اليونان خوفا من عرقلتها، وكانت أجواء ضيق المكان وانقطاع الأخبار والدوار "اللعين" وغياب الشهية ورداءة الأكل وصعوبة النوم وحتى استحالته، تمارين المقاومة السلمية عند اجتياح الباخرة.

يكشف المرزوقي في مقاله المطول صعوبات البداية وكيف استطاع الوصول إلى سفينة ماريان العائمة فوق البحر، والتي رفض قائدها اقترابها من الموانئ اليونانية خوفا من توقيفها أو منعها من الإبحار، ثم يعرض لاحقا لأجواء الرحلة ومعاناة النشطاء خلال أيامها الثلاث.

‪‬ المرزوقي وغطاس على متن السفينة ماريان ضمن أسطول الحرية(الجزيرة)
‪‬ المرزوقي وغطاس على متن السفينة ماريان ضمن أسطول الحرية(الجزيرة)

ورغم الأجواء الضاغطة على الأعصاب من ضيق المكان والإحساس الشديد بالدوار والإرهاق ورداءة في الأكل وغياب النوم أحيانا كثيرة، يستعرض المرزوقي بعض المواقف الشجاعة، وحالة التماسك التي سادت بين المشاركين في الرحلة.

ويثني بشكل خاص على طاقم السفينة السويدي وعلى قبطانها الذي كان رفض تسلميها للإسرائيليين، وقال "مازحا هذه أرض سويدية وسأطالب أي إسرائيلي يريد وضع قدمه عليها باستظهار فيزا صالحة"، كما أثنى أيضا على طاقم الجزيرة وأكد أنها كانت ستكون رحلة عمياء صماء لولا موفدي الجزيرة: الصحفي محمد البقالي والمصور الفلسطيني عمار الحمدان.

يوم الأخطار
اختار المرزوقي وصف اليوم الأخير من الرحلة بيوم "كل الأخطار"، فعند الساعة الواحدة والربع فجر الاثنين دوت صفارات الإنذار، وهرع الجميع لصناديق سترات النجاة والتزام الأمكنة المحددة لهم، وفي الوقت ذاته "كانت دهشتي كبيرة وأنا أسمع قبطان السفينة الإسرائيلية يتوجه لي بالكلام عبر مكبر للصوت: أستاذ مرزوقي، في البداية تعازينا للاعتداء الإرهابي الذي وقع في بلدك يوم الجمعة، لكن كيف تأتي لدعم الإرهابيين هنا وتحاربهم هناك؟".

ورغم أن المقال هو بالأساس رواية توثيقية مفصلة لرحلة سفينة ماريان نحو شواطئ غزة، فإن المرزوقي اختار أن يختمه ببعض المواقف المتعلقة بفلسطين وإسرائيل ومستقبل العلاقة بين الطرفين، حيث يعتقد أن الخطابين القوميين العربي واليهودي قد وصلا إلى طريق مسدود، فلا مجال لرمي اليهود في البحر، ولا لرمي فلسطين إلى ما وراء النهر إلا بأثمان تصل حد فناء الجميع.

ويؤكد أيضا أن حل الدولتين يتباعد يوما بعد يوما، وأن الحل الوحيد هو الدولة المدنية الديمقراطية للجميع على شاكلة التي أوجدها مانديلا، موفرا على الشعبين تراجيديات فردية وجماعية لا عد لها ولا حصر.

المصدر : الجزيرة