غضب ومظاهرات بتشييع قياديين إخوان صفتهم قوات الأمن

وسط حالة من الغضب، شهدت محافظتا القليوبية والغربية فجر اليوم الخميس تشييع جنازات ثلاثة من قادة جماعة الإخوان المسلمين صفّتهم قوات الأمن المصرية مع عشرة آخرين أمس في مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة. وقد حذرت الجماعة عقب اغتيال قادتها مما وصفته بغضب القطاعات المظلومة والمقهورة.

ففي المحلة بمحافظة الغربية شمال العاصمة المصرية شيعت حشود جنازة القيادي معتصم أحمد العجيزي وسط هتافات غاضبة ضد الانقلاب. كما شهدت القليوبية فجر اليوم تشييع جنازتي القياديين البرلماني والمحامي ناصر الحافي وطاهر إسماعيل.

وجرى تشييع حاشد لجنازتي القليوبية منفصلتين, وردد المشيعون هتافات تندد باغتيال الحافي وإسماعيل مع آخرين من أعضاء "اللجنة المركزية لدعم وكفالة أسر الشهداء والمعتقلين" (التابعة لجماعة الإخوان) في مدينة 6 أكتوبر غربي القاهرة.

وهتف المشيعون ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي, وضد الانقلاب العسكري الذي قاده قبل عامين على الرئيس محمد مرسي. وشارك حشد في الجنازتين رغم تواتر أنباء عن توجه تعزيزات أمنية كبيرة لموقعي الجنازتين.

وكان ذوو القتلى -وبينهم محامون وأطباء- قد تسلموا أمس جثث الضحايا من مشرحة زينهم بالقاهرة في ظل تشديد أمني كبير. وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الأمن المصرية اعتقلت ثلاثة صحفيين أثناء تغطيتهم احتجاجات أهالي القتلى أمام المشرحة, وبين المعتقلين الصحفي في جريدة الشعب حمدي الزعيم.

وكانت المشرحة قد شهدت غضبا عارما من أهالي القتلى الذين أكدوا علمهم باعتقال ذويهم قبل ساعات من قتلهم، مما يعني أن قوات الأمن قتلتهم بدم بارد ودون مقاومة -حسب تعبيرهم- خلافا لما أعلنته وزارة الداخلية المصرية في بيان لها.

وأظهرت صور من داخل المشرحة آثار الحبر في أيدي الضحايا، مما يعني أنه تم أخذ بصمات أمنية لهم أثناء اعتقالهم وقبل تصفيتهم, وفقا لرواية ذويهم. وكانت الداخلية المصرية تحدثت أمس عن قتل تسعة أشخاص أثناء اشتباك مسلح معهم داخل شقة في مدينة 6 أكتوبر.

لكن المتحدث باسم الإخوان المسلمين محمد منتصر نفى حدوث اشتباك مسلح, وأكد أن القتلى -المستهدفين بحملات الاعتقال- كانوا عزلا. وقد خرجت مظاهرات ليلية تندد باغتيال القيادات الإخوانية, وبالهجمات التي استهدفت الجيش في شمال سيناء, وأوقعت عشرات القتلى بين الجنود.

خارج السيطرة
وقد أدانت جماعة الإخوان المسلمين في بيان عملية القتل, وقالت إن قيادييها تم التحفظ عليهم داخل منزل، ثم قتلوا من قبل قوات الأمن بدم بارد دون أي تحقيقات أو اتهامات.

وأضاف البيان أن عملية الاغتيال "تمثل تحولا له ما بعده، وتؤسس لمرحلة جديدة لا يمكن معها السيطرة على غضب القطاعات المظلومة المقهورة التي لن تقبل أن تموت في بيوتها".

وتابع أن السلطات المصرية "قتلت قيادات الجماعة في اليوم الذي قتلت فيه تنظيمات مسلحة عشرات من الجنود المصريين بسيناء بكل سهولة وكأن سيناء خالية من أي وجود عسكري حقيقي".

ووفقا للبيان نفسه، فإن "عملية الاغتيال تدفع بالأوضاع إلى منحنى شديد الخطورة يفخخ المشهد بالكامل، ويضع العالم أجمع أمام مسؤولياته تجاه ما تنجرف إليه الدولة المصرية".

كما قالت الجماعة إن النظام يدفع مصر لما وصفته بالمصير الأسود عبر إقرار قوانين "فاشية" تسهل المذابح الجماعية لرافضي الانقلاب العسكري, واغتيال من وصفتهم بالشرفاء في بيوتهم. وكانت تشير إلى قوانين جديدة أصدرتها الحكومة المصرية بحجة "ردع الإرهاب".

وكان المتحدث باسم جماعة الإخوان أكد أن القتلى كانوا في اجتماع لتنسيق دعم ورعاية أسر القتلى والمعتقلين من الجماعة. وكانت منظمة العفو الدولية قدّرت عدد المعتقلين من رافضي الانقلاب بأكثر من أربعين ألفا.

من جهتها قالت الداخلية المصرية إن قواتها دهمت أمس ما وصفته بـ"وكر" لتنظيم جماعة الإخوان في مدينة 6 أكتوبر بعد استصدار إذن من نيابة أمن الدولة العليا, وتحدثت عن إطلاق نار تعرضت له تلك القوات, وهو ما نفته الجماعة بصورة قاطعة.

المصدر : الجزيرة