المؤتمر الليبي يعتبر اتفاق الصخيرات غير ملزم

اعتبر المؤتمر الوطني العام في ليبيا المبعوث الأممي برناردينو ليون مسؤولا عن تعثر الحوار بين الفرقاء الليبيين، وقال إن اتفاق السلم في ليبيا غير ملزم له، وذلك عقب التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق بالمغرب في غياب ممثلي المؤتمر.

وطالب المؤتمر البعثة الأممية بإجراء التعديلات التي طلبها على مسودة الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه في الصخيرات بالمغرب صباح الأحد، أو التقدم بآلية جديدة "تنصف" جميع الليبيين.

وبينما أكد المؤتمر أن الاتفاق غير ملزم له، صرح ليون بأنه لا رجعة عنه.

وكان بعض الفرقاء الليبيين قد وقعوا اتفاقا سياسيا في الصخيرات المغربية في غياب المؤتمر الذي امتننع عن التوقيع بسبب عدم الأخذ بتعديلات اقترحها.

وينص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية, واعتبار مجلس النواب المنحل المنعقد في طبرق شرقي ليبيا الهيئة التشريعية, مع تشكيل "مجلس أعلى للدولة" صفته استشارية.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي في طرابلس صلاح البكوش أن ما حدث يتماشى مع ما بدأه ليون من "محاولة حرق المراحل والوصول إلى اتفاق مهما كان الثمن"، محذرا مما وصفها بعواقب وخيمة لهذا الاتفاق.

وأشار البكوش في لقاء مع الجزيرة إلى أن الأمم المتحدة تراهن في ذلك على إحداث انقسام بين المؤتمر وفجر ليبيا، مؤكدا أن المؤتمر يمثل شريحة كبيرة ومؤثرة في المشهد السياسي الليبي.

من جانبه قلل المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا جوناثان وينر من أهمية غياب المؤتمر الوطني العام، وقال لرويترز "ليس هناك سوى أربعة فقط من المندوبين هم الذين لم يوقعوا".

وأضاف أن "هذه فرصة بالنسبة لهؤلاء الذين لم يوقعوا بالأحرف الأولى على الاتفاقية أن يشاركوا".

الباب مفتوح
وكان المبعوث الأممي برناردينو ليون قال إن الباب يبقى مفتوحا لمن اختاروا عدم التوقيع, في إشارة إلى المؤتمر الوطني العام الذي يتحفظ على مسائل بينها منح مجلس النواب المنحل السلطة التشريعية, والإبقاء على أشخاص مثل اللواء المتقاعد خليفة حفتر في المؤسسة العسكرية.

كما قالت البعثة الأممية -التي يرأسها ليون في بيان- إن قبول أحد الأطراف للاتفاق مع تقديم تحفظات محددة يحفظ للأطراف حقهم في الاستمرار في التفاوض حتى التوقيع النهائي وإقرار الاتفاق.

وأعلنت البعثة إرجاء مناقشة النقاط الخلافية حول المسودة إلى حين مناقشة الملاحق المرتبطة بهذا الاتفاق، وذلك في جولات جديدة بعد عيد الفطر.

وفي رسالة إلى ليون قبيل حفل التوقيع في الصخيرات، قال رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين إن المؤتمر مستعد لإرسال وفده من جديد للمشاركة في جولات للحوار على أن يكون الهدف "تقديم التعديلات" التي يراها مناسبة، أو "بحث أسس وآلية جديدة".

وأشار أبو سهمين إلى أن عدم توقيع المؤتمر للمسودة كان بسبب تجاهل التعديلات التي عرضها في وقت سابق.

المصدر : الجزيرة + وكالات