تنظيم الدولة ينحسر بالرقة والأكراد يتقدمون

وحدات الحماية الكردية تسيطر على قرى في الرقة

سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من المعارضة السورية اليوم الثلاثاء على بلدة عين عيسى وقرى وقاعدة عسكرية حولها شمالي مدينة الرقة -معقل تنظيم الدولة الإسلامية– الواقعة شمال شرقي سوريا، لتنحسر سلطة التنظيم أكثر فأكثر بعدما فقد مؤخرا بلدة تل أبيض والمعبر الحدودي مع تركيا.

وقالت وحدات حماية الشعب إنها سيطرت بالكامل على بلدة عين عيسى (50 كلم تقريبا شمالي مدينة الرقة). وتتوسط البلدة تقريبا المسافة بين الرقة وبلدة تل أبيض التابعة بدورها لمحافظة الرقة التي استولى عليها الأكراد قبل أيام.

وذكر قادة ميدانيون أكراد أن قواتهم دخلت بلدة عين عيسى بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة منها, وأضافوا أنها بصدد تمشيط المنازل والشوارع, وتفكيك العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم.

من جهته، قال مراسل الجزيرة أحمد العساف إن الهجوم على البلدة تم من ثلاثة محاور. وأضاف أن الأكراد قد يتحركون جنوبا نحو بلدة تل السمن, وفي حال سيطروا عليها ستصبح مدينة الرقة مكشوفة.

وتابع المراسل أن القوات الكردية والفصائل السورية المساندة لها تشتبك مع تنظيم الدولة في محيط بلدة صرّين التي تقع جنوبي بلدة عين العرب (كوباني) التي استعادها الأكراد من تنظيم الدولة مطلع العام الحالي بدعم من طيران التحالف الدولي.

وتمكن المقاتلون الأكراد في الأسابيع القليلة الماضية من تحقيق تقدم سريع في محافظتي الرقة والحسكة المتجاورتين بفضل طيران التحالف الدولي الذي كان يمهد لتقدمهم بقصف مواقع وآليات تنظيم الدولة.

واستولت وحدات حماية الشعب قبل حوالي أسبوع على بلدة تل أبيض التي تقع قبالة معبر حدودي مع تركيا, وكان المنفذ الحدودي الوحيد مع تركيا الخاضع لتنظيم الدولة في سوريا. وقبل دخولهم اليوم إلى عين عيسى سيطر المقاتلون الأكراد مساء أمس الاثنين على مقر اللواء 93 في محيط البلدة.

وتحدثت وحدات حماية الشعب عن مقتل عشرات من عناصر تنظيم الدولة في معارك السيطرة على اللواء 93 الذي كان إحدى قواعد القوات السورية بالمنطقة، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم نقل جثث 26 من مقاتليه إلى مدينة الرقة.

كما قال أحد قادتها إنهم يسعون إلى تعزيز قبضتهم على المناطق التي انتزعوها من تنظيم الدولة, بينما قال مراسل الجزيرة إن الأكراد باتوا يسيطرون بصورة شبه تامة على الطريق الذي يصل ريف حلب الشرقي (شمال) بريف محافظة الحسكة (شمال شرق).

تل أبيض
من جهة أخرى، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى بلدة تل أبيض بعد رجوع نحو ألفين من سكانها إلى منازلهم أمس الاثنين. وقال مراسل الجزيرة أحمد العساف إن حركة التجارة والأسواق والنقل بدأت تعود إلى ما كانت عليه.

وأضاف أن حافلات قيل إنها تحمل وفودا رسمية من مدينة عين العرب شمال شرق حلب قدمت إلى تل أبيض. وكانت السلطات التركية فتحت معبر تل أبيض للسماح للسكان الذين نزحوا منها جراء المعارك الأخيرة بالعودة إليها.

وواجهت وحدات حماية الشعب الكردية اتهامات بالتطهير العرقي ضد العرب والتركمان أثناء هجومها على تل أبيض والقرى القريبة منها, لكنها نفت تلك الاتهامات.

وقد رفضت الوحدات الكردية للمرة الثانية السماح للجنة التقصي التابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض بدخول مدينة تل أبيض.

وأثار تقدم القوات الكردية مؤخرا وسيطرتها على عدد من البلدات والقرى قلق تركيا التي تخشى أن يكون التوسع الكردي في شمال وشمال شرقي سوريا بدعم من التحالف الدولي عاملا مساعدا على إقامة كيان كردي في سوريا. 

المصدر : الجزيرة + وكالات