لقاء بالأزهر لصياغة وثيقة "تجديد الخطاب الديني"
استضافت مشيخة الأزهر بمقرها شرق القاهرة الثلاثاء عددا من المثقفين والمفكرين وعلماء الدين من أجل صياغة وثيقة لما أسموه "تجديد الخطاب الديني".
وقالت مصادر بمشيخة الأزهر في تصريحات صحفية إن الاجتماع سيتواصل كل يوم ثلاثاء حتى حلول شهر رمضان، للاتفاق على بنود هذه الوثيقة.
وشارك باللقاء مجموعة كبيرة من المفكرين والمثقفين، من بينهم الكاتب وباحث الاجتماع المصري سيد ياسين، وسكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية السابق، والكاتَّب الصحفي صلاح منتصر، والكاتبة الصحفية سناء البيسي، والمفكر السياسي مصطفى الفقي وآخرون.
وفي السياق قال شيخ الأزهر أحمد الطيب عقب اللقاء إن "قضية تجديد الفكر والخطاب الديني رغم كل هذه الضوضاء لم تجد تحركا جماعيا على كل مستويات الخطاب الإعلامي والثقافي والتعليمي والديني"، موضحا أن "اجتماع الأزهر اليوم بالمثقفين يأتي في إطار التشاور والاستماع إلى ما يمكن أن يقدم لمصر والعالم الإسلامي".
وأضاف أن "مسألة تجديد الخطاب الديني أمرها محسوم في الإسلام، من خلال قول النبي، صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها"، فالتجديد أمر ثابت في الإسلام بنص صريح.
وثيقة مماثلة
ويأتي الاجتماع الثلاثاء بعد يوم واحد من إصدار وزارة الأوقاف المصرية لوثيقة مماثلة، في ختام مؤتمر تجديد الخطاب الدينى، الذى نظمته وزارة الأوقاف يوم الاثنين الماضي.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نفسه قد دعا في يناير/كانون الثاني الماضي في خطاب بمناسبة المولد النبوي الشريف إلى ما سماه ثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون, وباتت مصدر قلق للعالم كله, حسب رأيه.
وقال حينها إنه "ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها". وقد أثار خطاب السيسي آنذاك انتقادات واسعة من علماء ومفكرين.
ومنذ ذلك الحين, انخرط إعلاميون موالون للسلطة وبعض رموز التيار العلماني بمصر في ما وصفه البعض بأنه محاولة لهدم الثوابت الدينية عند الأغلبية الساحقة من المصريين بحجة محاربة ما يوصف بالتطرف والإرهاب.