تنظيم الدولة يسيطر على صمام أمان مطار دير الزور

صورة توضيحية للمناطق التي سيطرة عليها تنظيم الدولة وأهميتها العسكرية (نشره شبكة الناطق المعارضة)
خريطة نشرها تنظيم الدولة الإسلامية يوضح فيها المناطق التي سيطر عليها ويطلق عليها عبارة "المناطق المحررة" (مواقع بالإنترنت)

ياسر العيسى-دير الزور

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية اليوم على منطقتين مهمتين بمدينة دير الزور شرقي سوريا بعد معارك دامت أياما مع قوات النظام السوري، الأمر الذي سيسهل على التنظيم الوصول للمطار العسكري بالمدينة.

فقد تمكن مقاتلو تنظيم الدولة من السيطرة على منطقة "حويجة صكر" شرق مدينة دير الزور، بعد معارك استمرت خمسة أيام، كما تمكن من السيطرة على حاجز جامع بدر في حي الصناعة، وهو أحد النقاط العسكرية المهمة ويعد سكنا لضباط النظام ومركزا لقيادة عمليات شرق المدينة.

وأكد مصدر مقرب من تنظيم الدولة طلب عدم الكشف عن اسمه أن نقطة جامع بدر توازي في أهميتها حاجز جميان الواقع في حي الصناعة شرق المدينة الذي تمكن التنظيم من السيطرة عليه بعد عملية انتحارية منذ أيام، مشيرا إلى أن قوات النظام انسحبت من حويجة صكر نحو المطار العسكري وقرية الجفرة بعد قتال عنيف دام عدة أيام دفع التنظيم خلالها العديد من "انغماسييه" إلى المعركة.

‪من معارك حويجة صكر (نشرها المركز الإعلامي لتنظيم الدولة)‬ (وكالات)
‪من معارك حويجة صكر (نشرها المركز الإعلامي لتنظيم الدولة)‬ (وكالات)

ونوه المصدر إلى أن خسارة حاجز جميان كانت القاصمة وساعدت في السيطرة على حويجة صكر، وبالتالي إفشال خطة تأمين المطار العسكري التي سعى إليها النظام منذ نحو عام.

اعتراف النظام
واعترف مصدر إعلامي مقرب من النظام بالانسحاب من حويجة صكر، مؤكدا للجزيرة نت أنها كانت تشكل "طوق الأمان" لمطار دير الزور العسكري، لكنه أضاف أن طبيعتها الجغرافية تجعل من المستحيل التمركز فيها بسبب وقوعها في مرمى نيران الجيش.

وأعلن المصدر في هذا الإطار أن الخشية من محاصرة التنظيم بعد خسارة عدة نقاط عسكرية في حي الصناعة كانت الدافع إلى هذا الانسحاب، قائلا إن "الحرب كر وفر ولن يستطيع التنظيم تحقيق غاياته التي يسعى إليها عبر معركته الأخيرة".

وقال القائد الميداني في المعارضة السورية عبد الرحمن العبد الله -الذي عمل مطولا في دير الزور قبيل سيطرة التنظيم عليها في يونيو/حزيران العام الماضي- إن انسحاب قوات النظام من حويجة صكر كان متوقعا خوفا من محاصرته بعد خسارته حاجز جميان، ومن ثم نقطة جامع بدر.

وحول أهمية هذه المنطقة، بيّن العبد الله أن خطورتها تكمن في كونها النقطة الوحيدة التي يمكن من خلالها التسلل نحو منطقة الجفرة الملاصقة لمطار دير الزور العسكري، وتنفيذ خط ربط معها, وبالتالي تسهيل الوصول إلى المطار بشكل كبير واقتحامه، أو على الأقل محاصرته.

‪من معارك حويجة صكر (صورة نشرها المركز الإعلامي لتنظيم الدولة)‬  (وكالات)
‪من معارك حويجة صكر (صورة نشرها المركز الإعلامي لتنظيم الدولة)‬  (وكالات)

ويرى العبد الله أيضا أن التنظيم ليس بحاجة إلى التمركز في حويجة صكر والمحافظة عليها مع وقوعها في مرمى نيران قوات النظام، وتوقع ألا يفعل ذلك لأن نقطة مسجد بدر العسكرية وبعض النقاط المجاورة لها تمكنه من تغطيتها ناريا بشكل مباشر، وبالتالي تثبيت سيطرته عليها دون الحاجة إلى وجود نقاط عسكرية داخلها.

حظر تجوال
وعلى صعيد متصل، رافق استمرار العملية العسكرية التي أطلقها التنظيم منذ أيام واقع معيشي "مزر" للمدنيين في دير الزور. وأفاد العديد من السكان الجزيرة نت بأن فرض حظر التجوال، الذي ينفذ يوميا بين الساعة الثالثة عصرا وحتى صباح اليوم التالي، يثير التذمر خاصة مع غياب الكهرباء وقطع الإنترنت بعد إغلاق مقاهي الإنترنت منذ سبعة أيام، أي مع بدء الحملة العسكرية التي أطلقها تنظيم الدولة في المدينة.

وأشار عدد من السكان إلى تأثر الحركة التجارية بشكل كبير بسبب هذا الحظر، الأمر الذي أدى لارتفاع كبير في الأسعار، إضافة لفقدان الكثير من المواد بسبب إحجام التجار عن الاستيراد خاصة المواد الغذائية.

الناشط الإعلامي عبد العزيز العسكر قال إن التنظيم يتشدد في فرض حظر التجوال، وعمد إلى إرسال العديد من المخالفين إلى جبهات القتال في المطار والصناعة والحويقة للقيام بعمليات حفر الأنفاق والخنادق، قبيل إطلاق سراحهم، مما دفع السكان إلى الالتزام بهذا الحظر بشكل كبير خلال اليومين الماضيين.

المصدر : الجزيرة