وفاة فواز الأسد بعد عقود من الترهيب باللاذقية

الحاجز الطيار يفاجئ سكان اللاذقية في الشوارع.
الحاجز الطيار يفاجئ سكان اللاذقية في شوارع المدينة التي تعتبر أحد معاقل الشبيحة في سوريا (الجزيرة-أرشيف)

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

نقلت مصادر وثيقة الصلة بما يجري في محافظة اللاذقية على الساحل السوري خبر وفاة فواز جميل الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد في مستشفى الندى بالمحافظة ذاتها مساء أمس الجمعة، وتناقلت الصفحات الموالية في شبكات التواصل الاجتماعي نبأ وفاته، ووصفتها بـ"الخسارة الكبيرة لسوريا"، في حين اعتبرها ناشطون مؤيدون للثورة مصدر ارتياح لأبناء المدينة.

وخص طبيب يعمل في مستشفى الندى -طلب عدم الكشف عن اسمه- الجزيرة نت بتصريح أوضح فيه أن سبب وفاة فواز الأسد (55 عاما) هو تشمع الكبد، وأشار إلى أنه كان في حالة وفاة سريري منذ الخميس الماضي بعد معاناة من شلل جزئي جراء تعرضه لجلطات دماغية عدة ألزمته الفراش لسنوات عديدة.

وفواز جميل الأسد هو الابن الثاني لجميل الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وله أخ غير شقيق يدعى حيدر من زواج والده الثاني من سيدة من آل نعمان.

وأكد الناشط محمد الساحلي أن فواز هو أول من عرف بين الشبيحة، وبيّن أنه اشتهر بعمليات تهريب الدخان والمخدرات منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

وأضاف الساحلي للجزيرة نت أن فواز هو أكثر الشبيحة عنفا وهمجية، إذ مارس الاعتقال والاختطاف بحق الشباب والبنات من أبناء الطائفة السنية، وعرف بأنه كان وراء حملة منع ارتداء طالبات الثانوية الحجاب عام 1982.

شبيح "قانوني"
ومع ظهور باسل حافظ الأسد ونصيحته والده بإصدار قانون مطلع تسعينيات القرن الماضي بهدف تقنين "أعمال الفساد والتشبيح"، تحول فواز بين ليلة وضحاها إلى محام يحمل شهادة الدكتوراه في الحقوق.

أحد سكان اللاذقية:
إنها حكمة الله، أراحنا من هذا المجرم (فواز جميل الأسد). خمسة وثلاثون عاما من الرعب، عسى أن تكتمل فرحتنا بانتصار الثورة

ويقول المحامي حسين بدوي -من أبناء اللاذقية- إن فواز افتتح مكتبا للمحاماة في المدينة وراح يمارس السرقة والفساد تحت اسم القانون، ويقدم الرشى لقضاة اللاذقية ويكسب كل قضاياه، ولفت إلى أنه كان يعين من يريد من القضاة مقابل مبالغ مالية كبيرة.

ويحفظ أبناء اللاذقية لفواز جميل الأسد مواقف سيئة كثيرة لعل أبرزها أنه أطلق النار من بندقيته الآلية في الملعب البلدي على جمهور نادي حطين الرياضي المحسوب على الطائفة السنية خلال مباراة ضد نادي تشرين المنافس التقليدي المحسوب على الطائفة العلوية، وكان فواز رئيسا فخريا له.

وعلى عكس الموالين للنظام، بدا الارتياح الخفي على أبناء اللاذقية، وعبر عنه أبو خالد -من سكان حي الصليبة- قائلا "إنها حكمة الله، أراحنا من هذا المجرم. خمسة وثلاثون عاما من الرعب، عسى أن تكتمل فرحتنا بانتصار الثورة".

ونقل ناشطون أن فواز، رغم مرضه، اشترك مع أقاربه من قادة الشبيحة في تجنيد الشباب العلوي لقمع الثورة السورية، وكان يقود مع علي كيالي مجموعات سرية تغتال الناشطين والمتظاهرين، وأكد محمد الساحلي أنه شارك من سيارته بقيادة عملية اقتحام الرمل الجنوبي خلال العام الأول للثورة.

المصدر : الجزيرة