المعارضة تعلن استعادة مناطق إستراتيجية شمال حلب

أعلنت المعارضة السورية المسلحة اليوم الجمعة استعادة مناطق إستراتيجية كان سيطر عليها النظام السوري في عمليته العسكرية التي أطلقها شمال حلب، مشيرة إلى أنها وصلت إلى تخوم قرية حندرات.

وأعلنت جبهة النصرة -في بيان مصور على الإنترنت- ما سمته "تحرير كامل منطقة الملاح ووصولها مع فصائل معارضة أخرى إلى تخوم قرية حندرات"، وقالت إن مناطق تمتدّ من مزارع الملاح إلى حندرات باتت تحت سيطرة الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة.

كما أشارت المعارضة السورية إلى أن قوات النظام انسحبت من بلدة باشكوي (شمال مدينة حلب)، إثر تعرض مواقعها لقصف عنيف.

ويشكل التقدم المذكور وخاصة بقرية الملاح -بحسب ما قال نشطاء من المعارضة لوكالة الأناضول- ضربة قوية لقوات النظام، التي كانت تحاول من خلال السيطرة على القرية قطع طريق الإمداد الوحيد بين حلب وريفها، كما أن قواته في حندرات باتت تحت مرمى نيران فصائل المعارضة التي أنشأت سواتر ترابية على تخوم القرية، بحسب مصادر المعارضة.

‪مقاتلون من المعارضة السورية في مواقعهم بقرية رتيان (شمال حلب) التي حاولت قوات النظام السيطرة عليها‬ مقاتلون من المعارضة السورية في مواقعهم بقرية رتيان (شمال حلب) التي حاولت قوات النظام السيطرة عليها (رويترز)
‪مقاتلون من المعارضة السورية في مواقعهم بقرية رتيان (شمال حلب) التي حاولت قوات النظام السيطرة عليها‬ مقاتلون من المعارضة السورية في مواقعهم بقرية رتيان (شمال حلب) التي حاولت قوات النظام السيطرة عليها (رويترز)

استيعاب الهجوم
ويأتي هذا التطور بعد أن فشل هجوم قوات النظام على بلدة رتيان وقريتي حردتنين وباشكوي- كما تؤكد مصادر المعارضة- في مسعى منها للوصول إلى بلدتي نبل والزهراء، حيث تمكنت قوات المعارضة من استعادة المناطق المذكورة وقتل العشرات من القوات المهاجمة، وأسر أكثر من 45 عنصرا، وفق وكالة الأناضول.

وأشارت الوكالة -نقلا عن الناشط فاروق الحلبي- أن هناك مجموعة من قوات النظام بقيت متحصنة في مدرسة قرية حردتنين، بعد استعادة قوات المعارضة السيطرة عليها، وهي تحتجز عددا من العائلات داخل المدرسة، التي تحاصرها قوات المعارضة، وتهدد بقتلهم في حال محاولة اقتحامها.

وكانت العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الثلاثاء قد أسفرت عن مقتل تسعين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وهم من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، كما قتل في المعارك أكثر من ثمانين مقاتلا معارضا، بينهم 25 من جنسيات غير سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويحاول النظام منذ أشهر تطويق مدينة حلب، وفك حصار فصائل المعارضة على بلدتي نبل والزهراء المواليتين له، بينما أشارت مصادر في المعارضة إلى أن الهجوم الأخير جاء ضمن عملية كان النظام يخطط لها منذ شهرين وأطلق عليها "ساعة الصفر".

وفي المعارك الأخرى بأنحاء سوريا، قالت شبكة مسار برس إن الطيران النظام الحربي كثف غاراته على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى.

وفي الغوطة الشرقية أيضا، استهدفت كتائب المعارضة -في وقت متأخر من مساء أمس الخميس- مبنى إدارة المخابرات الجوية في حرستا بقذائف المدفعية، محققة إصابات مباشرة.

وفي ريف دمشق الغربي، دارت اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في بلدة دير ماكر، مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر الأخيرة.

من جهة أخرى، أعلنت ما تعرف بالقيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية بريف دمشق المعارضة الجمعة بيانا حذرت فيه من تشكيل أي فصيل أو تنظيم عسكري جديد في الغوطة "تحت طائلة المحاسبة القانونية وتهمة شق صف المجاهدين".

ويأتي استمرار المعارك في محيط دمشق مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة لليوم الثاني على التوالي جراء العاصفة الثلجية التي تعصف بالبلاد، وسط نقص شديد في المحروقات ووسائل التدفئة.

المصدر : الجزيرة + وكالات